قتلنا البيئة …

بقلم : الحاج عمر الزواق

أنا وأنت .. والزهر والشجر ..والطيور والدواب : إخوة . كلنا تكتسب حياتنا من الأرض , من التراب …

كلنا سنرجع إلى الأصل , إلى التراب . فهل علمنا يوما أن صلة الرحم واجبة مع النبات والحيوان والجماد , كما هي مع الإنسان طبعا ؟ لماذا إذن نقتل الأشجار بدعوى أننا نحتاج إلى صنع الورق لتدوين خزعبلاتنا .. أليست الأشجار أفضل إنتاجا من بعضنا , وأحسن جمالا مما نعتقد أنه يفيد الإنسانية ..؟ أليست هي من يطهر أنفاسنا ويساعد تنفسنا , ويمتع أنظارنا ..؟

لماذا لانكلم محيطنا بالعناية الصادقة الدقيقة , والرعاية الكريمة المطلوبة ردا للجميل وإسهاما في هذه السمفونية الراقية الجميلة المحافظة على الموازين , المحترمة لحكمة الوجود ..؟ لماذا لانسبح مع كل الفصول بالمحبة الصادقة ..؟

ولكن .. ها هو ضعفنا قاتل ..ضعفنا أمام عدم القدرة على حماية بيئتنا .. وفي ذلك ’’ انتحار ’’ وموت مؤكد ومبرمج .. ضعفنا في جهلنا لأسرار الكون وخباياه ..ضعفنا في جهلنا لأنفسنا ..لهذا الإنسان الذي انطوت فيه حكمة الخالق العظيمة ..

ضيعنا مفاتيح جميع الأشياء .. كبيرها وصغيرها , ملموسها وغير منظورها .. أصبحنا نتلمس الألغاز ونلج عالم المتاهات لعلها تحقق أحلامنا .. هيهات هيهات .

هيهات من عالم المتاهات ..إن للواقع سلطان , وللمنطق برهان , ولكل مخلوق مكان وزمان ..فلا تبخل _ يا أنا , وأعوذ بالله من هذا القول _ بالحق على البحر . قل له بأصدق بيان ما سبقنا إليه الفرسان , فرسان الفكر : ’’ إن النهر سيبقى يصب فيك مهما انقلبت دوائر الزمان ’’.

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد