قصة ” الفجر طوال الليل ” رائعة أخرى من روائع أيفان بونين ترجمناها من الأصل الروسي ولم يسبق نشرها باللغة العربية . قصة تعد نموذجاً لا يجارى في فن القصة القصيرة . ليس ثمة كاتب آخر استطاع أن يعبر بعمق ورهافة عن المشاعر المتناقضة التى تنتاب فتاة شابة والأحلام التي تراودها في ليلة مصيرية من حياتها ، كما عبّر عنها بونين الفنان .
هذه القصة تعكس الفجوة العميقة بين الرغبات والأحلام وبين الواقع لبطلة القصة ( ناتاليا) ، فهي خلال ليلة صيفية واحدة قضتها وحدها في أحضان الطبيعة – عندما يظل الليل مضيئا حتى الصباح – تغيّر رأيها وتتوصل تدريجياً الى قرار حاسم برفض الزواج من خطيبها (سيفرس) . بينما كانت حتى الأمس تميل الى الأقتران به ، ولكنها مع حلول الصباح باتت تعلم جيدا وتدرك في قرارة نفسها أنها سترفض هذا الزواج ، فهو لم يكن فارس احلامها في يوم من الأيام .
المؤلف هنا يبين ليس تقلبات الشباب ، بل قرار البطلة المستقل ويرجع ذلك الى صدق احساسها الداخلي الذي أيقظ روحها ومشاعرها الشخصية العميقة الدفينة . هذه الحالة لا يمكن تفسيرها بكلمات بسيطة ، أي كيف إعتادت البطلة تدريجياً ومنذ الصغر على فكرة أنها ستصبح زوجة ( سيفرس ) ، ثم تقرر فجأة أن ترفضه .
يصوّر بونين الحالة العاطفية للبطلة من خلال عالم الطبيعة المحيط بها. هنا – كما هو الحال في معظم قصص بونين – يبرز قدرة المؤلف الفائقة على التعبير الشعري عن مشاهد الطبيعة ، التي ساعدته على الكشف عن العوالم الداخلية لأبطال أعماله وعن تنوع مشاعرهم .
عنوان القصة قد يبدو غريبا للقاريء العربي : كيف يمكن أن يكون الفجر طوال الليل ، حتى لوكانت ثمة ليال مضيئة في الصيف الروسي ؟ ولكننا نرى أن هذا العنوان رمزي الى حد بعيد ويشير الى النور الذي أضاء ذهن البطلة وأيقظ روحها بعد قضاءها ليلة في أحضان الطبيعة مما ساعدها على إدراك الحقيقة وهي أن ( سيفرس ) ليس فارس أحلامها على الأطلاق .
————————————
الفجر طوال الليل
قبيل الغروب هطل المطر غزيراً ، صاخباً ، ورتيباً في الحديقة المحيطة بالدار.وعبر النوفذ المفتوحة في الصالة تسرّب عبير النباتات الربيعية الخضراء منعشاً ندياً .. وفوق السطح تصاعد دوي الصواعق والرعود المشحونة , المشربة بالحمرة ، بعد أن أنطفأ وهجها ، وتلبدت السماء بالغيوم الداكنة .. ثم عاد الفلاحون من الحقل وقد بلل المطر معاطفهم وأخذوا بفصل أربطة الجياد من المحراث القذر قرب الزريبة ، ودفع قطيع الماشية الذي ملأ العزبة كلها بخواره وثغائه ، وفي الفناء كانت الفلاحات يركضن خلف الخراف وقد شمرن أطراف أثوابهن فالتمعت أقدامهن البيضاء فوق العشب . كان الصبي الراعي يطارد الابقار وهو يرتدي ملابس بالية ويعتمر قبعة عريضة الحوافي . وكان غريقا في الأعشاب البرية ، حتى قمة رأسه ، حين أخذت بقرة تصخب وتقفز الى الدغل .. هبط المساء وانقطع المطر ولكن أبي الذي كان قد ذهب الى الحقل منذ الصباح لم يعد بعد . .
كنت وحيدة في البيت ، بيد أني لم أشعر حينذاك بالسأم قط ، لأنني لم أكن بعد ، قد استمتعت لا بدوري كربة بيت ولا بحريتي بعد التخرج في المدرسة الاعدادية . كان أخي باشا قد التحق بالمدرسة العسكرية وأختي انيوتا ، تقيم في كورسك ، وكانت قد تزوجت حين كانت أمي لا تزال على قيد الحياة . لقد أمضينا أنا ووالدي شتاءني الريفي الأول في شبه عزلة . ولكنني كنت شابة قوية البنيان , جميلة الى حد أنني كنت معجبة بنفسي لمجرد أنني أتنفس وأتحرك وأعدو بخفة وأؤدي هذا العمل المنزلي أو ذاك أو أعطي توجيهاتي للخدم . وفي أثناء عملي في البيت كنت اترنم ببعض الالحان من تأليفي فأتأثر بها وعندما أتطلع الى نفسي في المرأة أبتسم بلا وعي . ويبدو أن كل ما كنت أرتديه من ملابس يلائمني على الرغم من بساطتها .
وما أن توقف المطر حتى أرتديت تنورتي وألقيت الشال على كتفي وركضت نحو المطبخ حيث كانت الفلاحات يحلبن البقر . سقطت عدة قطرات من السماء على رأسي الحاسر ولكن السحب الخفيفة المجهولة المعلقة في الاعالي كانت قد تبددت . كان ثمة ضوء خافت شاحب غريب يشيع في فناء الدار ، كما يحدث عندنا دائما في أمسيات أيار . ومن الحقول كانت تهب نسائم مشبعة بطراوة العشب الندي مختلطة برائحة الدخلن المنبعث من مدفأة غرف الخدم . تطلعت للحظة الى الغرفة , فرأيت الفلاحين الشباب الذين كانو يرتدون المعاطف الجلدية البيضاء , جالسين حول المائدة وأمامهم أطباق الحساء , حين ظهرت في عتبة الغرفة نهضوا واقفين أقتربت من المائدة وأنا ألهث من أثر الركض وسألت باسمة :
– أين أبي ؟ هل كان في الحقل ؟
قالوا في صوت واحد :
.كان هناك لفترة وجيزة , ثم رحل مع السيد سيفرس في عربة نقل خفيفة –
– وهل جاء سيفرس ؟
كنت على وشك أن أقول هذا وأنا مبهورة بزيارة سيفرس المفاجئة ولكنني صمتّ في اللحظة المناسبة ولم أقل شيئا , أومأت برأسي وأسرعت عائدة الى البيت .
حين أنهى سيفرس أكاديمية بطرس التحق بالجيش لأداء الخدمة العسكرية الألزامية . ومنذ طفولتي كانوا يقولون أنني خطيبته ، ولهذا لم يكن في ذلك الوقت يروقني قط . ولكن فيما بعد أخذت أفكر فيه كخطيبي المقبل , في شهر أب سافر للألتحاق بوحدته ، ثم جاءنا وهو يرتدي الزي العسكري ، والشارات الحربية تزين صدره ، وأخذ يتحدث عن ابداع نائب ضابط ، قصير القامة . .
.
وأخذت أعتاد على فكرة أنني سأصبح زوجته. شاب مرح ، أسمر ، وقد اصطبغ وجهه بالأسمرار لتعرضه الى أشعة الشمس ، وكان النصف الأعلى من جبهته فقط ناصع البياض , كان في نظري أنسانا ظريفا للغاية .
فكرت بانفعال : (ذن فقد أخذ اجازة !) . سرني ذلك ، فقد كان من الواضح انه جاء من أجلي وفي الوقت ذاته شعرت الضيق الشديد .
. عدت الى البيت على عجل لكي أهيىء طعام العشاء لأبي ولكنني ما أن دخلت البيت حتى رأيت أبي يذرع الغرقة جيئة وذهابا , ووقع خطاه يرن في أرجائها , ولسبب ما فرحت به على نحو غير مألوف , كانت قبعته مرفوعة نحو قمة رأسه ولحيته مشعثة وحذاؤه لطويل الساق وسترته ملطخان بالاوحال , غير أنه بدا في تلك اللحظة تجسيدا للوسامة والرجولة .
سالته ؟
– لماذا لم تشعل النور ؟
انني يا تاتا – ناداني بالأٍسم الذي كان يناديني به في طفولتي – لن أتعشى الليلة ، بل سأنام ، فقد هدني التعب ، ثم هل تعرفين كم الساعة الان ؟ ثم أن الليل الآن فجر ،وسيلتقي الفجر بالفجر ، كما يقول الفلاحون وأضاف ساهما :ً
– – كالحليب .
مددت يدي نحو المصباح , ولكنه أوما برأسه ورفع كأسه وأخذ يتطلع من خلاله الى ضوء الشفق كي يستوثق من عدم وجود الذباب فيها . بدأ يشرب الحليب، فيما كانت البلابل تغرد في الحديقة وعبر النوافذ المفتوحة على الجانب الشمالي – الغربي رأيت السماء البعيدة الخضراء ، الفاتحة اللون فوق السحب الربيعية الرقيقة الحمراء ، جميلة التقاطيع . كان كل شيء على الارض مجهولا والسماء ناعمة في العتمة الليلية الخفيفة . كان من الممكن رؤية كل شيء في الشفق الشاحب الذي لا ينطفىء ؟ كنت أجيب على أسئلته حول شؤون البيت في هدوء , ولكن حين قال فجأة أن سيفرس سيزورنا غدا أحسست أنني أحمرّ، غمغمت :
– لماذا ؟
،سيطلب يدك ، شاب لا بأس به ، ذكي ووسيم ، وسيكون زوجاً ناجحاً لقد شربنا نخب خطوبتكما
لا تقل هذا يأبي – قلت ذلك وطفرت الدموع من عينيّ –
تطلع اليّ أبي طويلا , ثم قبل جبهتي وأتجه نحو باب غرفته وأردف باسما :
الصبح أكثر حكمة من المساء
2
كان الذباب الناعس الذي أثاره حديثنا , يطن على السقف بخفوت وهو يغفو رويدا رويدا . دقت الساعة أحد عشر دقة رنانة , حزينة . (الصبح أكثر حكمة من المساء ) , خطرت في ذهني كلمات أبي المهدئة ومن جديد تملكني شعور بالراحة والحزن السعيد . نام أبي وساد الهدوء غرفته منذ وقت طويل ونام كل من في العزبة , كان ثمة شيء ما عذب في هدأة الليل بعد المطر , وفي أغاريد البلابل وشيء ما رائع يشيع في ضوء الليل الخافت البعيد . .
شرعت بترتيب المائدة بهدوء ، محاولة أن لا أثير أي جلبة وأنا أتنقل على أطراف أصابعي من غرفة الى أخرى . وضعت الحليب والزبدة والعسل في المدفأة الباردة في الممر وغطيت أدوات الشاي بمنشفة رقيقة وأتجهت نحو غرفتي دون أن أفارق الشفق والبلابل .
كانت نوافذ غرفتي المجاورة لصالة الاستقبال مغلقة ولكنني كنت أرى الضوء الخافت في الصالة من خلال الباب المفتوح , حللت ضفائري وأسدلت شعري ثم جلست على فراشي لوقت طويل جاهدة أن يستقر رأي على قرار ما , أغمضت عيني وأنا أتكيء على الوسادة بمرفقي وسرعان ما غلبني النعاس .
قال شخص ما فوق رأسي : ( سيفرس ) . أرتعشت فجأة فأفقت , سرت فكرة زواجي كرعدة باردة , حلوة وفظيعة في جسدي كله , لبثت فترة مستلقية دون أن أفكر ، وكأنني في غيبوبة , ثم خيل الي أنني وحيدة في العزبة بأسرها ومتزوجة , وفي ليلة ما كهذه الليلة يعود زوجي من المدينة ويدخل البيت ثم يبدأ بخلع معطفه في الممر ، فأنتبه ، ودون أن يسمع وقع خطواتي أظهر في عتبة غرفة النوم , فيرفعني على يديه الى الأعلى بفرح عارم.
خيل الي أنني أحبه , أنا لم أعرف سيفرس الا معرفة طفيفة , أما الرجل الذي أمضيت الليل معه في خيالي فلم يكن يشابهه ورغم ذلك فقد بدا لي انني أفكر بسيفرس ، الذي لم أره منذ فترة عام تقريبا والليل أضفى على صورته جمالا ، وجعله مرغوبا . كنت مستلقية ما أزال في أعماق العتمة والهدوء وأنا أفقد الاحساس بالواقع أكثر فأكثر : (شاب لا بأس به ذكي ووسيم ) كنت أبتسم وأتطلع الى ظلام العيون المغمضة حيث تتراقص وجوه وبقع مضاءة .
وفي الوقت ذاته كنت احس بحلول اعمق ساعات الليل . ماذا لو كانت (ماشا) في البيت لذهبت اليها الان وتحادثت معها طوال الليل . ولكن كلا ، قلت لنفسي مرة أخرى ، من الافضل أن أظل وحيدة ، سآخذها معي حين أتزوج .
تناهي الى سمعي من الصالة صوت واهن لتكسر شيء ما, تنبهت وفتحت عيني : بدت الظلمة في الصالة أكثر كثافة . كل شيء فيّ وفيما حولي تغيّر وأخذ يحيا حياة جديدة , حياة ليلية خاصة ، تلك التي لن تكون مفهومة في الصباح . صمتت البلابل ماعدا بلبل واحد كان قد بنى عشه في الشرفة هذا الربيع ، أخذ ينقر على مهل , البندول يتكتك بدقة وحذر ورنانة في الصالة والسكون في البيت كأنه أصبح أكثر توترا, أرهف السمع الى كل نأمة وحفيف , أعتدل في فراشي وأحس أنني في قبضة هذه الساعة الغامضة التي وجدت للقبل ،للمعانقات المختلسة , وأخذت أكثر الافتراضات ، بعيدة الاحتمال تبدو لي طبيعية تماما , تذكرت فجأة أن سيفوس كان قد توعدني مازحا انه سيتسلل ذات ليلة الى حديقتنا للقائي . ماذا لو كان جادا في كلامه ولم يكن يمزح ؟ ما ذا لو أقترب من الشرفة بإحتراس دون أن يشعر به أحد . وأخذت أحدق في الظلمة الواهنة بثبات وأنا أتكيء على الوسادة بمرفقي واتصور بتلذذ كل ما كنت سأقول له بصوت هامس خافت يكاد لا يسمع . أفتح باب الشرفة و أنا أتلذذ بفقدان السيطرة على نفسي
وأسمح له أن ينقلني الى أعماق الحديقة الندية عبر رمال الممشى الرطب .
3
انتعلت حذائي وألقيت الشال على كتفي وحين خرجت بأحتراس الى صالة الاستقبال توقفت بجوار باب الشرفة وقلبي يخفق بشدة وبعد أن أيقنت أن الهدوء يخيم على البيت وأنه ليس ثمة سوى دقات الساعة الرتيبة وصدى شدو البلبل , أدرت المفتاح في القفل دون ضجيج ،وللتو أصبحت أغاريد البلابل الصادحة في الحديقة مسموعة وأختفى السكون المتوتر . أخذت أتنفس ملء صدري وأعبّ بحرية النسائم الليلية الطرية المتبقية في الممشى بين أشجار البتولا الفتية .
سرت على رمال الممشى الرطبة في الظلام الخافت للغسق الداكن من أثر غيوم الشمال . في أقصى الحديقة كانت ثمة عريشة ليلك وسط أشجار الحور , كان الجو هادئا الى درجة كنت أسمع صوت تساقط قطرات الندى الباردة المتساقطة من الأغصان المعلقة . كان كل شيء غافيا يستمتع بغفوته , البلابل وحدها كانت تستعذب أغانيها الحلوة , وفي كل ظل كان يتراءى لي هيئة أنسان , وفي كل دقيقة كان قلبي يجمد , وأخيرا حين أحتوتني عتمة العريشة واجهتني رائحة دفئها ، كنت واثقة تقريبا أن ثمة أنسان ما وسيعانقني بقوة وصمت ولكن لم يكن هناك أحد … ووقفت وأنا أرتعد من الانفعال وأرهف السمع الى الحفيف الرقيق لاشجار الحور , ثم جلست على المصطبة الرطبة .كنت لاأزال أنتظر شيئا ما وأختلس النظرات الخاطفة الى الفجر الشاحب أحيانا , ولمدة طويلة أحسست عن قرب وفي غموض بعبير السعادة من حولي ، ذلك الشيء الهائل المخيف – الذي نواجهه جميعا في هذه اللحظة او تلك على عتبة الحياة مسنّي فجأة – ربما فعل ماكان ينبغي أن يفعل ، أن يمسي ويختفي , أذكر ان كل تلك الكلمات الرقيقة التي كانت نفسي مفعمة بها , قد أثارت أخيراًً الدموع في عيني. كنت وانا استند الى جذع شجرة حور رطبة التقط عزاء شخص ما وحفيف الاوراق الذي ينبعث ثم يموت ، وكنت سعيدة بدموعي الصامتة .
راقبت ذلك التحول الحميم عندما ينبلج الفجر من الليل
رايت من خلل أشجار الكرز ، كيف أن الظلام أخذ يشحب وكيف أحمرت الغيمة الضاربة الى البياض في الشمال
أصبح الجو نديا , لففت الشال حول جسدي وأخذت السماء الرحيبة تضاء ، فبدت في العيون أكبر وأعمق .
تضاء فبدت في العيون أكبر وأعمق ,قطرات الندى الصافية ترتعش على زهرة .
كنت أحب شخصاً ما ، وكان حبي في كل شيء ، في برد الفجر وعبيره ، في طراوة الحديقة الخضراء ، وفي نجمة الصبح هذه . ها أنني أسمع قرقعة عربة نقل المياه المارة قرب الحديقة والمتوجهة الى النهر . ثم صياح شخص ما في فناء الدار ، صوت صباحي أجش . تسللت من العريشة ووصلت الشرفة بسرعة ، وفتحت الباب بخفة وهدؤ
وركضت على أطراف أصابعي الى العتمة الدافئة لغرفة نومي . في الصباح كان سيفرس يصطاد الغراب في حديقتنا وخيل اليّ أن الراعي دخل الفناء وشرع بضرب القطيع بالسياط بيد أن هذا لم يمنعني من النوم العميق . وحين أفقت كانت الصالة تضج بالأصوات ورنين الأواني . ثم أقترب سيفرس من باب غرفتي وصاح بي : من المخجل أن تنامي الى هذا الوقت المتأخر يا تتيانا الكسييفنا ..
أحسست بالخجل حقاً . الخجل من مواجهته ، والخجل من رفض طلبه ، .أنني ادرك هذا الآن على نحو راسخ . أرتديت ملابسي على عجل ، تطلعت في المرآة الى وجهي الشاحب .
أجبته بكلمات ترحيب مازحة ، هي أول ما تبادرت الى ذهني ، ولكن صوتي كان واهناً الى درجة انه ربما لم يسمعه على الأرجح