الرباط : شعيب بغادى
وقفت مؤخرا جمهورية أذربيجان لتعلن مرة أخرى عن ضرورة الحد من الأثر البيئي للألغام الأرضية، و هي تطالب بتعبئة الموارد من أجل مستقبل آمن وأخضر.
جاء ذلك عبر مؤتمر بدأ بزنجيلان كمقاطعة لها رمزيتها و علاقتها القريبة من إشكالية الألغام، و انتهى بمدينة باكو كعاصمة مثلت كافة مناطق الجمهورية في تحرير الإعلان الختامي بتوصياته 11، و التي اجتمعت على بناء وقفة صريحة برسائل غير مشفرة للعالم بأسره، غايتها إعلان تعبئة دولية من أجل وقف مسلسل سقوط المزيد من الضحايا بسبب الألغام، ليس فقط على مستوى الطاقات البشرية و لكن أيضا كل ما يتعلق بالرمزية الثقافية ،من مسارح و فضاءات تاريخية، ناهيك عن واجب حماية الهوية العقائدية من مساجد و مدارس عتيقة و غيرها من الزوايا المرتبطة بالوجود الإنساني.
إن الجانب الإنساني له من القوة ما تدعو إلى إعلان تعاون أممي، للمساهمة الفعلية في وضع أسس و تدابير عملية من أجل التخلص من آفة الألغام و ما تخلفه من نتائج تمس الإنسان و الممتلكات، ناهيك عن ضرورة منح الضحايا ما يلزم من دعم معنوي و مادي، حفاظا على اندماجهم الكلي في الوسط المجتمعي و التخفيف من آلامهم الناجمة عن انفجارات لألغام تشكل ذلك العدو المتخفي تحت التربة المحررة.
إن وقفة زنجيلان و باكو، لا تتحدث عن نفسها من أجل نفسها، و لكنها تعبر عن رغبتها الأكيدة لتكون جميع الدول المتضررة من الألغام خالية من كل عنصر سلبي يهدد سلامة سكانها و نقاء بيئتها، و بالتالي المساهمة في خلق عالم سالم وسليم.
المناقشات و الأفكار التي عرفها المؤتمر الدولي الثالث حول موضوع “الحد من الأثر البيئي للألغام الأرضية: ” تعبئة الموارد من أجل مستقبل آمن وأخضر”، كانت بمثابة صرخة بمدلولها الإنساني حملت بصمة 75 دولة ناب عنها حوالي 300 إطار و خبير، و عليه و إن كانت جمهورية أذربيجان تلح و توظف كل البرامج المشروعة و القائمة على الأسس الفكرية و التقنية، فلأنها تؤمن بضرورة تجميع كل الطاقات العارفة بشؤون الألغام الأرضية بخبرتها العلمية و تجاربها الميدانية لتحقيق الأهداف المرجوة.
و إن كانت جمهورية أذربيجان أيضا، قد استعادت أراضيها و حررت كل شبر منها، فإنها اليوم تواصل إصلاح ما أفسده الاحتلال و التخلص من ألغامه النائمة تحت أرض تعد بنهضة عمرانية تعانق أناسها عبر شعار ” العودة الكبرى “