ريتاج بريس: تصوير أسامة سعيف
بالمكتبة الوطنية بالرباط وقع الشاعر والكاتب صلاح الوديع يوم الجمعة 4 أبريل 2025 سيرته الذاتية والتي اختار لها عنوان “ميموزا – سيرة ناج من القرن العشرين”
وفي شهادة مؤثرة موجعة، استعرض الكاتب حكاية نضاله واعتقاله، إلى جانب أفراد عائلته، وتطرق إلى مساهماته في مسار العدالة الانتقالية بالمغرب.
واستحضر الوديع، وهوأحد الفاعلين الأساسيين في مسار العدالة الانتقالية بالمغرب، اللحظات الفارقة التي قادت إلى تأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة. كما استرجع ذكرياته مع والدته ووالده وإخوته
ويرى صلاح الوديع، أن تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة تمثل درساً واقعياً يؤكد على أهمية تفاعل المجتمع مع الدولة. فالدولة بطبيعتها محافظة، لكن المجتمع بمفكريه وأدبائه ونشطائه هو الذي يضخ دينامية جديدة تدفع نحو طرح قضايا التقدم والإصلاح .
. كما استرجع ذكرياته مع والدته ووالده وإخوته،وكيفية تمت تربيتهم،
وحول ميموزا قال الكاتب: حاولت أن أكون موضوعيا كما هو مطلوب من مؤرخ، ولو أنني لم أقم بعمل تأريخيّ، نهائيا؛ بل هو عمل أدبي يسترجع الذكريات، يمكن أن يدخل في باب السيرة. لكن ظروف حياتي جعلت تداخلا للشخصيبالأسروي وبالوطن” إذن سيرة ‘ناجٍ من القرن العشرين’ توليفة، دون جفاف المؤرخ ولا الخيال المنساب للشاعر، أتمنى أن أكون نجحت فيها، لأضع القارئ في صورة ما وقع، لا للأسى على ما ضاع، بل لفتح أفق للمستقبل. والدليل أن الفصل الأخير موجه للأجيال الصاعدة، ووصية للمستقبل، سياسيا وفكريا واجتماعيا.
كتاب “ميموزا “عبارة عن مذكرات يقدم فيها الشاعر والمعتقل السياسي سيرته خلال “سنوات الرصاص”، صدرت عن المركز الثقافي للكتاب في حوالي 600 صفحة.
يوثق الكتاب لمسار الشاعر كمعتقل سياسي من عائلة مناضلة كبيرة، وايضا كمناضل حقوقي انخرط بحماس ووعي في تجربة هيئة المصالحة والانصاف.
يقول صلاح الوديع عن مذكراته: “ما عشتُه؛ عشته بكل جوارحي. وكان ممكنا أن أذهب ضحية ملابساته. لم أكن أحسب في أي لحظة من منعرجاته الصعبة أن سيقيض لي يوما أن أكتب عنه وأنا في هذه السن. أكتب عما عشته – ربما – حتى لا تمحوه الأيام (…) أكتب لأن لكل تجربة فرادة وقيمة في حد ذاتها، باعتبارها معيشا إنسانيا متفردا يستحق أن يُحكى إذا وجد من يحكيه، وكيف يحكيه، ولمن يحكيه. أكتب لأن الحياة ذاتها – بما هي حياة – معجزة تستحق أن تروى. أكتب ضد النسيان. النسيان الذي يهدد كل شيء”.