“جنين مجهض”

مليكة نجيب : كاتبة مغربية 

تعددت مفاهيم السياسة وهي متقلبة تقلب الأحوال والأزمان والساسة.

قالوا هي فن الممكن. واكتشفها البعض أقرب إلى الشياكة والحياكة والكياسة: الشياكة في المواقف والمساهمة في حياكة المشاريع وإن على المستوى النظري والكياسة في التعامل مع الأنداد والأصدقاء والأعداء.

قطعت نساء السياسة المسافات البعيدة إلى الدواوير والقرى والمدن يشرحن ويقنعن الناخب بنزاهتن وتفهمن ودرايتهن بالشأن المحلي والجهوي واستعدادهن لتقلد مناصب المسؤولية.

ناقش بعضن قوانين المحلية والجهوية، وانتبه بعضهن إلى اكراهات التجربة، ومطبات التحالفات والتراضي والتوافقات. وعبر البعض منهن عن جدارتهن في اقتسام وزيعة البلاد معهن: فنسبتهن كبيرة وطاقاتهن عالية، واستعدادهن غير مشروط، وقد ضربن عرض الحائط الرأي القائل أنهن ثريات يضئن البيوت وينورن الأبناء ويخدمن الأزواج.

كن يتكئن على أعمدة فصول سخية ويحتمين بسقف دستور 2011 سيسعى لا محالة إلى إحقاق المسؤولية والمناصفة، شعارات وشعارات رددناها كثيرا.

وأتى المخاض عسيرا، تمخض عن جسد عجل/الوطن ملفوفا في منديل العبث واللامعنى، كان جريحا، مشروخا، مقطعا، مفصلا، موزعا، مبلقنا، ووزع على وجوه انتخابية عريقة صار النظر إليها يعبر عن الألم ولا جدوى الأمل. وشردت النساء وهن يتابعن توزيع العجل.

عدتن وعدنا بخف جنين مجهض ونحن قد تربصنا بأنفسنا لقروء عديدة، وفي هرولتنا سقطت فردة سندريلا، صعقنا: لم تكن لقدم أنثى يحملها أمير، كانت فردة عملاقة خشنة تلتهم كل ما حولها.

انتكاستنا عظيمة، دفنت مع الأمل والأحلام وقهر الفساد، ذلك الغول الذي انفلت من القمقم وراح يتسكع بيننا.

لنغير سلوكنا ولنحتمي بحلفاء جدد.

لتكون حملة زغاريد مليونية، لنتوجه إلى السدة العالية ونلتمس فتح “مريرة” توصل النساء إلى المشاركة في تدبير وتسيير الشأن العام.

حذار، إذا حصل وتمت الاستجابة لملتمسكن، لا تركضن، لا تتسابقن، وانتبهن لمكونات الكعكة، فأضراسكن محشوة بالسذاجة والأنوثة ولم تألف الافتراس بعد ولا منطق التحالفات.

عدتن، عدنا بخف جنين، مجهض لحمل رقد بأحشائنا لعقود.

 

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد