رقية أشمال
بينما تقرر منح نوبل للسلام لسنة 2015 إلى الجارة الشقيقة تونس في شخص وسطاء الحوار التونسي أو ما يعرف بالرباعي الراعي للحوار الذي أطلق مبادرة الحوار الوطني في الـ5 من أكتوبر2013 ويشمل الرباعي الراعي للحوار كل من الاتحاد التونسي للشغل( المنظمة الشغيلة في تونس) والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والهيئة الوطنية للمحامين، قررت بالمقابل ديبلوماسينا الرسمية إهداء المغاربة نظرية جديدة ستكتب بماء من نور في سجل تاريخ المعرفة الديبلوماسية من خلال إثراء قاموس التفاوض الديبلوماسي ب مصطلحين جديدين في حقل العلاقات الدولية ؛ (التزعزيع) و (التفعفيع)!! وهي نظرية مستحدثة وفق المناخ السويدي المفعم بالديمقراطيةو إعمال العقل وليس لغة المشاعر الجوفاء والدونكشوطيات الهوجاء والدبلوماسية العرجاء !!! وفي سياق زمني غير معزول؛ يختار أن يهدي عميد شرطة للمغاربة ،تمرينا في حفريات التعسف الحقوقي البائد في أبشع صور الردة الحقوقية بالمغرب !!! بيد أن الحوار الوطني في تونس الذي طرح من جانب مختلف الأطراف الفاعلة في البلاد لإيجاد مخرج من الأزمة السياسية التي عرفتها البلاد في أعقاب اغتيالين هزا الوسط التونسي الأول اغتيال المعارض السياسي شكري بلعيد والثاني اغتيال النائب محمد البراهمي الذي رفع سقف مطالبه إلى حد حل المجلس الوطني التأسيسي وإسقاط الحكومة في زمن الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي.حيث اتفقت الأطراف المشاركة في الحوار بعد أشهر عديدة على إسقاط حكومة “الترويكا” برئاسة علي العريّض في ذلك الوقت ووضع خارطة طريق هدفها التسريع في إنهاء كتابة الدستور الجديد وتحديد موعد نهائي للانتخابات التشريعية والرئاسية كآخر خطوة في المسار الانتقالي بعد أكثر من 3 سنوات من إطاحة النظام السابق في تونس، لتتسلم على إثرها المؤسسات المنتخبة شرعيا مسؤولية تسيير البلاد ورسم ملامح المرحلة القادمة لتونس ما بعد الانتخابات. بدورها رحبت الأمم المتحدة بمنح الرباعي الراعي للحوار التونسي جائزة نوبل للسلام، كما لقي هذا المنح ترحيب أوروبي ؛ على اعتبار أن السبيل للخروج من الأزمات في المنطقة وهو الوحدة الوطنية والديمقراطية ولأن منح تونس جائزة نوبل يعد تكريس لنجاح العملية الانتقالية إلى الديمقراطية في تونس. هذا الإجماع و الاستحقاق الدولي الذي حققته تونس من خلال مبادرة “الحوار” الذي يعد أهم مداخل بناء الديمقراطيات و نجاح سيرورتها هو درس بليغ لدول الجوار وللأنظمة العربية والوسائط الديمقراطية كون أن اذا كانت المصلحة العامة للوطن واحدة فلما يكون الاختلاف ؟! إن تعدد السبل في الوصول إلى حل جدواه المصلحة العامة للبلاد أمر معزو لتباين مصالح الزعامات الدونكشوطية الضيقة للأفراد والمؤسسات وارتباطها بأجندات “عار” القبيلة التي تخضع لمنطق الفحولة في التشبث بالمواقف في انحدار تام عن مسار اختيار الوطن أولا