قلم : الحاج عمر الزواق.
لن أكتب لك بكائية
ولا كلمات مأساوية
لن أكتب عويلي الداخلي
ولا شغبي وتمردي السلبي
لن أكتب ..
ماتت طلاسيم الحرف
ماتت الرموز والأسرار
الكلمات تذبح علنا
المعاني تشنق علنا
أعدموا كل قلم يرقص
بتروا الإبداع والنص
ووشحوا رأس المقص ..
مازالت الكلمات ترتعش
نحرها لسان الغش
في ظلمة غابت النجوم
وانتصب كفن النعش
لن أكتب ..
حبيبتي تاهت في جنح الليل
لم تتذوق معنى الإحساس
قافلتي ضيعت الهودج والخيل
ذابت في بركان النحاس
وأضحت وليمة لهواة النعاس
لن أكتب ..
كل البحور رماد
كل العقول جماد
كل الأنهار سواد
كل الكلام عناد ..
لن أكتب ما يرضيك
رغم وصفهم إياك حرية
حريتهم عبودية
نطقهم حلم للأبدية
نشجب ..ندين
نرفض ..نندد
نستنكر ..نستنكر
هذه أفعالهم
ولا أفعال ..
هذه أقوالهم
ولا أفعال ..
لن يشرفها قاموس الجهاد
سخر منها الأولاد والأحفاد
لقاءاتهم محنة
اجتماعاتهم فتنة
عناقهم بهتان وخيانة
ملتهم الكراسي الحريرية
ومكبر الصوت ..
تكلموا وتكلموا
خرج لعاب الموت
لهيبا يسعره غازهم المسموم
يكفنه تاريخهم المحموم
كيف أكتب ؟
خضروا للمواعيد الإستجمامية
لتذوق علاج السوط
من يد شقراء تتعبد بالدولار
تتلذذ بتلقين أهل الدار
الطيش والعار
لن أكتب ..
حبر القلم كفر الإحساس
والكلمات حبلى بالمهانة
تساوت الرفعة بالمهانة
تساوت اليقظة والنعاس
فوق فراش العرافة
كيف أكتب ؟
فالصدق لا ينمو على أرض الخديعة
العدل لا يسمو إذا عانق الظلم الفضيحة
وأنا لا أملك حبر العار وريشة القطيعة
لن أكتب لمن ولد ليلوث الطبيعة
لن أكتب لمن زور أحكام الشريعة
لن أكتب