الرباط :زينب الدليمي
شهدت العاصمة الرباط، صباح يوم الأحد الماضي، مسيرة وطنية ضخمة شارك فيها آلاف المواطنين من مختلف أنحاء البلاد، وذلك في إحياء للذكرى الثانية لانطلاق عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في قطاع غزة .
توافد جماهيري وشعارات موحدة
منذ ساعات الصباح الأولى، توافدت أعداد غفيرة من مختلف المدن المغربية إلى الرباط للمشاركة في هذه المسيرة ، التي رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية ولافتات تعبر عن التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني ، وترفض بشدة جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة .
وصدحت حناجر المتظاهرين بشعارات منددة بسياسات الاحتلال ، كما وجهوا انتقادات حادة لما وصفوه بتواطؤ بعض العواصم الغربية مع الجرائم الإسرائيلية ، محملين هذه الأطراف مسؤولية مضاعفة معاناة الفلسطينيين ، بسبب ما اعتبروه دعما مباشرا للعدوان .
رسائل قوية من الشارع المغربي
وأكد منظمو المسيرة، في كلمات ألقيت خلال الفعالية ، أن المشاركة الجماهيرية الواسعة تعكس الموقف الثابت للمغاربة تجاه القضية الفلسطينية ، ورفضهم لكل أشكال التطبيع السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي ، مع إسرائيل مشددين على أن دعم المقاومة الفلسطينية بجميع أشكالها هو واجب أخلاقي وسياسي ، و داعين إلى خطوات ملموسة لمناهضة التطبيع ، تشمل إلغاء الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي ، وفتح المجال أمام حركات التضامن الشعبية .
وقد أكد أحد المشاركين أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية ، بل هي قضية إنسانية تجمعنا جميعا ، هذا الحشد اليوم هو دعوة للمجتمع الدولي ، أن يضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ، مضيفا لقد عشت الكثير من الأحداث في حياتي ، ولكن ما أراه الآن في فلسطين يجعلني أشعر بحزن عميق ، اليوم جئت لأقول للعالم بأن المغرب سيظل داعما لفلسطين مهما حدث ، نحن هنا لنكون صوتا لكل فلسطين المتربعة في قلوبنا .
وفي نفس السياق أكدت سمية مشاركة في المسيرة ، أنها لا تستطيع أن تبقى صامتة ، في ظل ما يحدث لأهلنا في فلسطين متابعة ، نحن نؤمن أن ما يحدث هناك هو احتلال ، ونحن في المغرب ضد هذا الاحتلال والمسيرة اليوم هي لحظة لنقول فيها للعالم ، بأننا نرفض كل أشكال التعاون مع الاحتلال .
الرباط تنبض بفلسطين
وقد اتخذت المسيرة طابع سلمي ومنظم ، حيث جابت شوارع رئيسية وسط العاصمة ، وسط حضور أمني عادي وتم التأكيد على أن ذكرى “طوفان الأقصى” ليست مجرد محطة عابرة ، بل لحظة لاستحضار المعاناة اليومية للفلسطينيين تحت الحصار والاحتلال ، ولتجديد العهد الشعبي المغربي على مواصلة الدعم والمناصرة ، حتى نيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة ، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .
وللإشارة فقد حثت العديد من الهيئات السياسية المواطنين ، على المشاركة في المسيرة الوطنية ، للتعبير عن التضامن مع قطاع غزة ، واستنكار الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الصمود داعين ، إلى تجسيد تضامن الشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني ، والتنديد باستمرار الكيان الصهيوني العنصري في شن حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة ، واعتداء جيشه في خرق سافر للقانون الدولي على أسطول الصمود العالمي ، واعتقال المشاركين والمشاركات فيه .