أعراض الحزن الشديد

إعداد مبارك أجروض

عندما يتعرض الشخص لصدمة ما أو خيبة أمل، عندما يفقد شخص عزيز مقرب أو شيء غالي مهم وغيرها من الأسباب يكون هناك رد فعل طبيعي ألا وهو الشعور بالحزن، باختصار فهو شعور طبيعي اختبره الجميع.. وتختلف درجة الحزن باختلاف السبب وباختلاف الشخص وقابليته للغرق في نوبات الحزن، ولكنه يتحول إلى درجة أكبر عندما يكون السبب خلفه بالفعل كبير، ويكون الحزن شديدا عندما يمتد لمدة طويلة ولا يكون الشخص قادرا على الخروج من هذه الحالة التي تؤثر بشكل سلبي عليه.

وبالنسبة لبعض الأشخاص، تعتبر أحاسيس الفقد موهنة للعزيمة ولا تتحسن حتى بمرور الوقت، يُعرف هذا الأمر بالحزن الطويل، ويُدعى في بعض الأوقات باضطراب التكيف المرتبط بالفراق. وعند الحزن الطويل، تدوم المشاعر المؤلمة لفترة طويلة جدًا، وتكون قاسية لدرجة المعاناة من مشكلة في قبول الفراق ومتابعة الحياة..

* الفرق بين حالة الحزن العادي والحزن الشديد

الشعور بالحزن الخفيف والمتوسط والشديد أمر طبيعي تمامًا وتتوقف حدة هذا الشعور على السبب الذي كان خلفها، لنتفق إذن على أن الحزن أمر طبيعي ولكن يصبح شديد وغير طبيعي عندما يمتد لفترة زمنية طويلة أكثر من أسبوع أو أسبوعين وعندما يؤثر بشكل مباشر على حياة الشخص بحيث لا يمكنه القيام بالأعمال اليومية والحياتية العادية فإنتاجيته تنخفض كثيرًا بالإضافة إلى أنه عاجز عن تغير هذه الحالة النفسية كما لو كان عالق فيها تمامًا.

* الفرق بين الحزن والاكتئاب

الحزن الطبيعي والحزن الشديد يحدث بعد التعرض لمحفزة أدى إلى الدخل في هذا الحالة وعلى الرغم من أنه يشبه إلى حد كبير الاكتئاب وإلى جانب أن الحزن الشديد يمكن أن يتحول إلى اكتئاب أو أن يكون من أعراض الاكتئاب إلا أن هنا فرق.

فالاكتئاب مرض حقيقي يؤثر على كيمياء الدماغ والهرمونات والحالة النفسية ويحتاج إلى علاج ومتابعة من قبل مختص في معظم الأحيان، ويتميز عن الحزن بأن حالة الاكتئاب أو نوبة الاكتئاب ليست بحاجة لمحفز حتى يدخل الشخص فيها كما أن الاكتئاب يمتد لفترات طويلة جدًا تتراوح بين الأسبوعين حتى السنتين وأكثر من ذلك (حسب نوع الاكتئاب).

ويتبع مختلف الأشخاص طرقا مختلفة أثناء شعورهم بالحزن، وقد يختلف ترتيب ووقت تلك المراحل من شخص إلى آخر كما يلي:
ـ قبول حقيقة الفقدان.
ـ السماح لنفسك بالشعور بالألم من الفقدان.
ـ التكيف مع الواقع الجديد الذي لا يتواجد به الشخص المفقود.
ـ وجود علاقات أخرى.

وهذه الاختلافات طبيعية، لكن في حالة عدم قدرتك على الانتقال عبر واحدة أو أكثر من تلك المراحل بعد مرور فترة زمنية كبيرة، فإنك قد تعاني من الحزن الطويل. وإذا كان الأمر كذلك، فاطلب العلاج، حيث يمكن للعلاج مساعدتك في التكيف مع الحزن والوصول إلى الإحساس بالقبول والسلام.

* الأعراض

أثناء الأشهر القليلة الأولى بعد الفقدان، تكون العديد من العلامات والأعراض للحزن العادي هي نفسها الخاصة بالحزن الطويل، لكن بينما تبدأ أعراض الحزن العادي في التلاشي تدريجيا بمرور الوقت، تدوم أعراض الحزن الطويل لفترة أطول أو تزداد سوءا، حيث يعتبر الحزن الطويل بمثابة الدخول في حالة مستمرة ومتزايدة من الجزع التي تمنع من الشفاء.

وربما تتضمن علامات الحزن الطويل وأعراضه ما يلي:
ـ الحزن والألم الشديد من التفكير في الحبيب.
ـ التركيز على لا شيء باستثناء وفاة الحبيب.
ـ التركيز المفرط في ما يُذكر بالحبيب أو التجنب المفرط لما يُذكر بالحبيب.
ـ الشوق أو اللهفة الشديدة والمتواصلة للشخص المتوفى.
ـ مشاكل في قبول الوفاة.
ـ الخدر أو الانفصال.
ـ مرارة الفقدان.
ـ الإحساس بأن الحياة لم يعد لها معنى أو غرض.
ـ الاهتياج أو الهياج.
ـ قلة الثقة في الآخرين.
ـ عدم القدرة على التمتع بالحياة أو التفكير بالماضي في التجارب الإيجابية مع الحبيب.

* مضاعفات حالة الحزن الشديد

لا يجب أبدًا التهاون مع حالات الحزن والاكتئاب من قبل الشخص الذي يمر بهذه الحالة، ومن قبل الأشخاص المحيطين به، فالأمر يحتاج إلى الكثير من الوعي لأن هناك العديد من المضاعفات والتبعات التي تترافق معه والتي تزداد في الحدة في حال تم إهمال علاج الحزن الشديد، وأهمها:

ـ التأثير السلبي على حياة الشخص الاجتماعية والاقتصادية.

ـ فقدان الثقة بالنفس والشعور بالإحباط الدائم.

ـ عدم المبالاة بالواقع ورفضه.

ـ يمكن أن يصل الشخص إلى محاولة الانتحار.

ـ أمراض جسدية تنعكس بسبب الحالة النفسية.

ـ اكتئاب شديد أو اكتئاب مستمر.

* علاج الحزن الشديد

وصلنا إلى الجزء الأكثر أهمية وهو علاج الحزن الشديد والطريقة التي يمكن من خلالها الخروج من هذا الشعور ومنع سيطرته عليك، والأمر يعتمد على شيئين: الأول العلاج من قبل الطبيب المختص، والثاني من خلال 7 أمور تضمن التحسن في الحالة النفسية.

* استشارة الطبيب

متى يكون من الضروري استشارة الطبيب المختص للتعامل مع هذه الحالة و علاج الحزن الشديد ؟ ذلك يكون ضروري عندما تستمر الأعراض لمدة أطول من 10 أيام أو أسبوعين، أو في حال كانت الأعراض شديدة وحادة تؤثر بشكل كبير على حياة المريض.

كيف يتم التشخيص ؟ يتم من خلال متابعة حالة المريض والحصول على معلومات منه ومن الأشخاص القريبين حول مدة حالة الحزن الشديد ومتى بدأت وطبيعة الأعراض والسبب الذي كان خلفها بالإضافة إلى التاريخ العائلي فيما يخص الاكتئاب والحزن، كما أنه يقوم بمتابعة جلسات العلاج ووصف الدواء المناسب

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد