المصطفى المعتصم
بالأمس تم انزال مغربي من طائرة فرنسية لأنه أدى الصلاة قبل اقلاع الطائرة وبالأمس آيضا تفوه سيناتورا أمريكيا مرشح للرآسة بقمامة عنصرية اتجاه الإسلام والمسلمين قد يخجل منها النازي أدولف هيتلر أو بيتر بوتاه رئيس وزراء النظام العنصري الجنوب إفريقي . هاذان حادثتان من الألاف الحوادث الإسلاموفوبية التي تحدث في أوروبا وشمال أمريكا . العجيب والمفارقة إن هناك في الغرب قام من يدين هذه الأعمال بل إن الرئيس الأمريكي كان من السباقين إلى إدانة من يسم الإسلام والمسلمين بالإرهاب . هنا في المغرب ألقيت السمع لعلي ألتقط موقفا ولو خجولا منددا بما تعرض له ذلك البطل المغربي الذي كان في طريق العودة إلى بلاده على متن طائرة للخطوط الجوية الفرنسية من الدانمارك عبر باريس ليرغم على النزول من الطائرة لأنه أدى الصلاة قبل الاقلاع ، وطبعا لم أجد منددا بما تفوه به ذلك العنصري الأمريكي . نعم خرصت الأصوات أو بحت خصوصا تلك التي عودتنا الوعض والحث على وجوب تمثلنا وتشبعنا بقيم التسامح والتعايش والتعدد والتنوع . فهل المسيحوفوبيا واليهودوفوبيا حرام وجريمة في حق الإنسانية والإسلاموفوبيا حلال؟!. لكل عنصري إسلاموفوبي كان منا أو منهم من بني جلدتنا أو من الغرب أقول : أن الإرهاب لا دين له ولا قومية ولا مذهب . والحرب العالمية الأولى وما ترتب عنها من انعكاسات خطيرة كالحرب العالمية الثانية كان سببها عملا إرهابيا حينما اغتال قومي صربي متطرف ولي عهد إمبراطورية النمسا هنغاريا في ساراييفو عاصمة البوسنة. الإرهاب كان صناعة يمينية أوروبية . اليمين الفاشي الذي اخترق الأجهزة الأمنية في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا . اليمين الفاشي العنصري في شمال أمريكا الذي ما تزال تتذكر جرائم الكان كلوس كان والفاشيين الذين اغتالوا ماتر لوتر كينغ وماكوم إكس والآلاف من النقابيين واليساريين . الإرهاب اليميني الأمني الفاشي كان له صولة وجولة عبر فرق الموت في أمريكا اللاتينية . الإرهاب كان أيضا بالعنوان اليساري إذ لا زالت أوروبا تتذكر إرهاب بادر ماين هوف الألماني والألوية الحمراء الإيطالية والإيتا الإسبانية والجيش الجمهوري الإيرلاندي والحزب العمالي الكردي أو الجيش الأحمر الياباني الخ. إنني بالقدر الذي أندد به بالعنصرية بالعنوان الإسلامي أو العربي أو الأمازيغي وأندد بالمسيحوفوبيا واليهودوفوبيا أندد بالعنصرية والإسلاموفوبيا . وأقول أن الضحايا المسلمين من إرهاب القاعدة وأخواتها وإرهاب داعش ومشتقاتها أكبر بكثير من ضحاياهم من غير المسلمين . القاعدة التي اخترعت وترعرعت في كنف مخابرات قوى عظمى وداعش التي نشأت وترعرعت بتواطئ دولي وإقليمي بغية نشر الفوضى في العديد من دول عالمنا العربي والإسلامي . الإرهاب مدان ومرفوض كيف كان عنوانه إسلاميا أو مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا أو علمانيا حداثيا أو علمانيا ما بعد الحداثة . والعنصرية البغيضة النتنة مرفوضة وتستوجب الشجب والتنديد بمن يعتنق قولة من أقوالها أو فعلا من أفعالها