إعداد: مبارك أجروض
يعيش المجتمع الأمريكي حالة من الذهول والصدمة بعد إعلان شرطة مدينة سان بيرناردو التابعة لولاية كاليفورنيا، عن أن الزوجين سيد فاروق (28 عامًا) وتشفين مالك (27 عامًا)، اللذين التقيا وتزوجا في المملكة العربية السعودية ويشهد لهما الجميع بحسن الخلق والاعتدال ولا يبدو عليهما أي أثر من آثار التطرف هما أحد المتهمين الثلاثة في حادث إطلاق النار المروع الذي شهدته المدينة يوم الأربعاء (2 ديسمبر 2015) وراح ضحيته ما لا يقل عن 14 شخصا.
وبحسب ما ذكرته صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” (الخميس 3 ديسمبر 2015)، فإن مؤسسة الخدمات الاجتماعية بمدينة سان برناردينو كانت تشهد صباح الأربعاء حفلا نظمه العاملون بالمؤسسة بمناسبة عطلات الكريسماس وكان سيد فاروق، الذي يعمل إخصائيًا بالصحة البيئية بقسم الصحة بمديرية سان برناردينو، ضمن الحاضرين إلا أن سيد فاروق لم يكد ينصرف من الاحتفال فجأة وهو غاضب حتى بدأ الجميع يسمع دوي الرصاصات بالمكان.
وأوضحت الصحيفة أن الشرطة قالت إنها علمت بأنه حدث ثمة جدال ما بين الحاضرين جعل سيد فاروق ينصرف غاضبا من المكان أثناء استعداد الحاضرين لالتقاط صورة جماعية إلا أن الشرطة لم تكشف عن سبب هذا الجدال.
ولفتت الصحيفة إلى أن سيد فاروق، الذي يعمل في هذه المؤسسة منذ خمس سنوات، يتمتع بسمعة حسنة للغاية؛ حتى أن جميع زملائه المقربين في العمل أصيبوا بصدمة عندما أعلنت الشرطة أنه هو وزوجته من المتهمين في هذا الحادث الذي أودى بحياة أكثر من 14 شخصا.
ونقلت الصحيفة عن زميل فاروق الذي يشاركه نفس المكتب “باتريك باركاري” قوله، “لقد أنجب فاروق وزوجته طفلا صغيرا منذ عدة أشهر. كنت أراه دائما يعيش هو وزوجته مثل أي أسرة أمريكية أخرى”. وأضاف باركاري أن فاروق كان يبدو له دائما رجلا متدينا معتدلا في تفكيره وغير محب للدخول في جدال أو مناقشات طويلة مع الآخرين.
ونقلت الصحيفة عن زميلة أخرى تدعى جريسيلدا قولها عن فاروق الذي أكد الجميع أنه كان لا يتكلم أبدا عن الدين في العمل قولها، “لم أشعر أبدا أنه متعصب، بل إني لم أعتقد يوما أنه محل للشك”. وأوضح زملاء فاروق أنه تعرف على زوجته تشفين مالك عبر الإنترنت والتقى بها وتزوجها منذ عامين في المملكة ليعود بها بعد ذلك إلى كاليفورنيا. وأكد العاملون بالمؤسسة أن فاروق كان يتمتع بحب واحترام الجميع حتى أن زملاءه أقاموا له حفلة وأحضروا له هدايا بمناسبة مولد أول طفل له.
وأوضحت الشرطة أن فاروق وزوجته تركا مولودهما عند والدة فاروق التي فوجئت بالتقارير الإخبارية الواردة عن ولدها. وقالت الأم للشرطة إن فاروق وزوجته أخبراها أنهما لديهما موعد مع الطبيب قبل أن يتركا لها طفلهما. وبعد التحقيقات تبين للشرطة أن جميع الأسلحة التي استخدمها فاروق وتشفين مرخصة وأن فاروق كان معروفا عنه أنه يجيد استخدام الأسلحة.