في دراسة لجمال خليل: الهدر المدرسي نقطة سوداء في منظومة التعليم المغرب

ريتاج بريس
 
في الوقت الذي يتصاعد فيه الجدل حول مآزق النظام التعليمي المغربي، يعود السوسيولوجي جمال خليل بدراسة صادمة حول استمرارية الهدر المدرسي، حيث كشف كتاب صدر في نونبر الجاري عن دار النشرمفترق الطرقإلى استمرار اعتبار”الهدر المدرسي نقطة سوداء للنظام التلعيمي المغربي حيث يغادر سنويا مقاعد الدراسة ثلاثمائة وتسعون ألف تلميذ. ومن أصل 1000 تلميذ يلجون إلى المدرسة لا يصل منهم إلى القسم السادس ابتدائي سوى 620 فيما يغادر 380 مقاعد الدراسة قبل هذا المستوى”.
الكتاب في الأصل دراسة كمية اعتمدت الاستمارة كأداة، وتم إنجازها في إطار لجنة التوأمة بين مدينة الدار البيضاء ومدينة شيكاغو الأمريكية.واهتمت بالبحث في فئة شباب الأحياء الشعبية والذين يعانون من مستوى متدن من التعليم. وهمت الدراسة، في مرحلة أولى 322 شابا تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 سنة يقطنون في احياء البرنوصي وسيدي مومن. وبغية ضمان مصداقية أكثر لنتائجها،عمل خليل،العضو المؤسس للمركز المغربي للعلوم الاجتماعية، في مرحلة ثانية على توسيع إطار البحث ليصل عدد المبحوثين إلى 2507 مبحوثا يتوزعون على عمالات الفدا، مرس السلطان والبرنوصي ،سيدي مومن ومديونة.
وفي تحليله لنتائج الدراسة، توصل خليل، الذي سبق وأن اشتغل خبيرا إلى جانب منظمات دولية عديدة، إلى أن المدرسة ليست العامل الوحيد الحاسم في محاربة الأمية، كما أن البنية العشوائية للفضاء تعزز عزلة الأفراد المحدودي التكوين المدرسي، وتحدث خللا في تمثلاتهم. إضافة إلى ما تنتجه أشكال التضامن الجماعي للفئات المحدودة التمدرس من تقوقع على الذات في علاقتهم بالآخرين.
وتحبل الدراسة بعدد من المعطيات السوسيولوجية التي تدق ناقوس الخطر حيثتأكد من خلال بحثنا في عدد من الأحياء الشعبية بالدرا البيضاء أن فئة مهمة من الساكنة لم تتلق رغم ولوجها المدرسة المستويات الأولية للمعارف الأساسية في القراءة والحساب رغم قضائها أكثر من 6 سنوات في المدرسةيقول الكتاب. وهو ما يجعلنا، تقول الدراسة، أمام منظومة تعليمية مختلة،والتي تكتفي بالاحتفاظ بالأطفال إلى حين الوصول إلى سن المراهقة قبل مغادرتها بدون وسائل ما يجعلهم عاجزين عن مواجهة محيطهم المهني، بل وحتى الحياة العادية“.
ورغم أن زمن الدراسة يعود إلى عام 2005 وفي أعقاب الصدمة التي عاشتها الدار البيضاء بعد أحداث 16 ماي، وبعد قرار إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلا أنها، يقول تقديم الكتاب، لا تزال تحظى باهمية بالغة خاصة وأن نسب الهدر المدرسي لم تتغير كثيرا وأنه لا يزال هناك العديد من الأشياء التي ينتظر القيام بها بالمغرب لفهم الهدر المدرسي ومحاربة الأميةيقول تقديم الدراسة.
وتجدر الإشارة إلى أن جمال خليل، الذي قام بإنجاز هذه الدراسة، أستاذ للسوسويولجيا بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وعضو مؤسس للمركز المغربي للعلوم الاجتماعية، ويشغل مستشارا علميا بعدد من المنظمات والهيئات العلمية الدوليّة، كما سبق وأن أجرى عشرات الأبحاث والدراسات الميدانيّة تهم عددا من القضايا السوسيولوجيّة خاصة بمدينة الدار البيضاء.
تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد