يتقدم موقع ريتاج بريس بأصدق التعازي لعائلة المرحومة سميرة الزاولي التي وافتها المنية أمس الثلاثاء.. لله ما أعطى ولله ما أخذ رحم الله الفقيدة وادخلها فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه لراجعون.
بهذه المناسبة الأليمة نعيد نشر حوار اجري مع الراحلة منذ اربع سنوات خلت…
صحيح أن “ابن البط عوام”..لكن عندما يعوم البط في مسبح ذكوري، فإن إناثه يكتفين بالوقوف خارج الماء خوفا من الغرق .
حفيظة الدليمي
وحدها السيدة سميرة غطست في مسبح لذكور إلى جانب والدها المرحوم العربي الزاولي الأب الروحي لفريق الاتحاد البيضاوي لكرة القدم .
ارتبط اسم المرحوم العربي الزاولي بهذا الفريق الذي كان ولازال معلمة من معالم كريان سنطرال الحي المحمدي ..
مات العربي الزاولي وخلف وراءه أبناء أصغرهم هي السيدة سميرة التي تربت في منزل يتنفس كل سكانه هواء كرة القدم .
سميرة اليوم أم لأربعة أبناء بل لخمسة إذا أضفنا إليهم فريق الاتحاد البيضاوي الذي تولت لفترة رئاسته قبل أن يضع بعض الرجال قشور الموز تحت أقدامها …
من ا لنادر أن تجد امرأة تسبح في بحر مخصص للرجال فقط. لكن السيدة سميرة حطمت كل الحواجز ودخلت إلى هذا العالم رغم اعتراض زوجها في بداية الأمر لكنها وجدت السند في حماتها التي كانت تدرك أن ابنها تزوج بامرأة يجري في عروقها دم اسمه الاتحاد البيضاوي لم تستسلم سميرة لكل العراقيلوالمقالب التي وضعها بعض الرجال في طريقها… واستطاعت بعزيمتها أن تعمل على تكوين فريق نسوي كان يحمل اسم فتيات لبيضاء ثم تحول إلى الاتحاد البيضاوي ، لأن الرجوع إلى الأصل.. أصل .
امرأة طموحة، وطموحها هذا تسبب لها في مغادرة وظيفتها دون أن تحصل على أية امتيازات وهي فاعلة مؤثرة في رياضة كرة القدم النسوية ولو أنها تعمل في الخفاء تاركة حب الظهور تخت لأضواء إلى الغير..
سميرة الزوالي لم تترك المشعل يسقط بعد رحيل والده، بل لازالت تحمله وتعمل على تأطير فتيات الحي المحمدي اللواتي يرغبن في دخول هذا الميدان الرياضي الذي كان حكرا على الرجال فقط .
مات العربي الزوالي جسديا، لكن روحه لازالت حية وستظل مقرونة باسم الاتحاد البيضاوي، وحتى إذ ما أراد بعضهم أن ينسى أو أن يتناسى فإن سميرة تقف منتصبة أمامهم لتذكرهم بأن عائلتها أعطت لهذ الفريق كل شيء، ولم تأخذ أي شيء.