إعداد: مبارك أجروض
بغرض الشعور بكيفية إحساس اللاجئين حين يبحرون في قوارب مطاطية صغيرة مكتظة في عرض البحر تحت أشعة الشمس المحرقة وبين الأمواج المتلاطمة ومن دون حمّام لقضاء الحاجة ودون ماء أو غذاء، قام أكثر من 100 عضو من أعضاء البرلمان الألماني في المنطقة الحكومية الاتحادية على ضفة نهر شبريه في برلين بمحاكاة بعض من معاناة اللاجئين بالركوب في قارب مطاطي حقيقي للاجئين.
وتم إنقاذ هذا القارب المطاطي في يوليو 2015 وهو في عرض البحر قبالة السواحل الليبية وعلى متنه 120 لاجئا،ً وفق ما ينقل موقع “شبيغل” في فيديو عرضه على صفحته في موقع “فيسبوك”.
والقارب المطاطي تم صناعته في الأصل ليكون مخصصاً لثلاثين شخصاً، وفي هذه الحالة قد يكون القارب مريحاً لهذا العدد من الأشخاص. ولكن حين يكون على متن القارب 120 شخصاً، فإن الوزن يصبح ثمانية أطنان، ولا يكون في وسع القارب المطاطي تحملهم نظراً للزيادة المفرطة في الوزن. ويرى نواب البرلمان الألمان أن تحميل مثل هذا القارب بمثل هذه الأوزان في حد ذاته حالة طوارئ.
ولبس النواب سترات خاصة بالسباحة، في حين أن اللاجئين الذين يكونون في عرض البحر المتوسط يتم العثور عليهم غالباً وهم من دون سترات نجاة. ووصفت النائبة البرلمانية المشاركة في التجربة سارة فاغنكنيشت من حزب اليسار الوضع بالمرعب، في حين وصفت البرلمانية سيمونه بيتر حالة اللاجئين بشديدة القساوة، وقارنت بين تجربتها وبين تصورها لتجربة اللاجئين، قائلةً، وفق ما نقل موقع “شبيغل”: “إننا هنا الآن على متن قارب يسير في نهر من دون أمواج خطرة… لكن الناس (اللاجئين) يبقون لأيام في عرض البحر من دون أن يشربوا ماء بل يجتاحهم شعور باليأس وهم متجهون إلى أوروبا”، وأضافت مشددةً على قولها: “على أوروبا تغيير ذلك”.
كما أن الراكبين الحقيقيين على مثل هذا القارب يبقون واقفين على الأغلب لانعدام مكان للجلوس، علاوة على أنهم معرضون لأشعة الشمس الحارقة لأيام عديدة ولا إمكانية لديهم للذهاب إلى الحمام لقضاء الحاجة. وعلق النائب روبين نويغيباور على تجربته في القارب المطاطي المزدحم قائلاً إنها “ظروف لا يمكن تصورها في مثل هذا القارب” وفقا لموقه سينار.