حفيظة الدليمي
بعد أحداث رابعة دار نقاش بيني وبين صديقة قبطية .. قلت لها أنا مع رابعة لأنني ضد قتل الأبرياء.. فقالت لي: سيأتي يوم ستعيشون نفس الشيء .. لم أستسغ قولها آنذاك.. فرددت عليها بعصبية لأنني كنت متأكدة أننا في منأى عن مثل هذه الصراعات، لأننا تعودنا أن نتعايش مع من حولنا حتى لو كنا مختلفين معهم..
عاش المغاربة في الملاح مع اليهود ولم يقع صراع.. وعاش العرب مع الأمازيغ ولم يقع أي صراع، كنا نعرف أننا كلنا مغاربة ولا أتذكر أننا كنا نسأل بعضنا من أين ينحدر كل واحد منا، فأنا أصولي صحراوية وولدت في سلا ونشأت فيها ولم يطرح علي أحد قط من أين أنا..؟ إلا إذا أتى السؤال تلقائيا. همنا المشترك كان هو الحرية والديمقراطية والحق في عيش كريم.
اليوم بدأنا نجد أنفسنا مُجبرين على الدخول في مجموعة من المتاهات.. وكأن هناك أيدي خفية تريد أن تجرنا إلى مستنقع الصراعات.. والفتن التي نحن في غنى عنها..
أثارني فيديو نشر أمس حول فتاتين تصرخان ويتم الاعتداء عليهن بإحدى المصحات كما حصل لفتاتي انزكان وللمثليين.
لِمَ يظن البعض أنهم أوصياء على الآخرين وأنهم من أُوتو الحكمة! وأنهم أصحاب الحل والعقد؟.. لم يتجرأ رجال على ضرب امرأة بكل وقاحة؟ وعوض أن يتم إلقاء القبض عليهم يتم إلقاء القبض على الفتاتين بحجة لباسهن الفاضح.. والاستماع إليهن.. بأي حق يتدخل هؤلاء الرجال ليشتموا ويسبوا.. ؟ نحن لسنا في غابة هناك قانون فوق الجميع كل من تضرر فليجأ إليه أما أن نعود لشريعة القوي ضد الضعيف فهذا شيء آخر.
لا يمكن أن نفرض على الآخر أن يكون كما نريد له أن يكون.. سواء كنا مخطئين أو على صواب.
لا أحد وصي على أحد، والإسلام لا يحتاج إلى السوط والسيف للدفاع عنه، ديننا أرحم من كل الصور ”السادية” التي يرسمها البعض عنه.. ول”حماة” الأخلاق أقول: ليس هكذا ندافع عن القيم.. إنكم تساهمون في جعلنا نبتعد عن مشاكلنا الحقيقية.. لندخل في نفقكم المظلم وتجعلون الكثيرين منا يصرخون:
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا… فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا