درس التدخل الروسي في سورية!؟

 لندن: حسن السوسي

يبدو ان الولايات المتحدة قد فوجئت أشد ما تكون المفاجأة بحجم التدخل الروسي على خط الازمة السورية والحرب على الارهاب. لذلك سارعت الى إنزال خمسين طناً من الاسلحة على من تعتبرهم المعارضة المعتدلة في سورية.
رأى البعض في ذلك جدية أمريكية في العمل على توريط روسيا في ما يحلو لهذا البعض اعتباره المستنقع السوري. لكن يبدو ان المسألة ابسط بكثير من هذا التحليل الاستراتيجي الفذ بكثير.
ولعل التفسير الأقرب الى الواقع هو ان الولايات المتحدة قررت التخلص من مخزونها من الاسلحة المدفوعة الثمن مسبقا من قبل قوى إقليمية لم تعرف كيف تتعامل مع فائض أموالها الطائلة، فتعهدت بتحريك معامل صناعة الاسلحة الامريكية والغربية لتجديد ترساناتها كما دأبت على ذلك بين فترة وأخرى. ولو كان ذلك في تدمير هذا البلد العربي او ذاك. ولما شعر البانتغون ان ما تحتويه مستودعاته من الاسلحة لم يعد مفيدا، وسيفسده الصدأ متى تم الاحتفاظ به والبخل به على قوى التدمير، قرر ان يتخلص منها عن طريق تزويد ما يسمى المعارضة المسلحة السورية بها، لمعرفته المسبقة انه قد أوصل تلك الاسلحة الى مقابرها الأكيدة بفعل التطور الميداني الاستراتيجي الذي شكله التدخل الروسي.
ولعل هذا هو درس الأيام الاولى من العاصفة الروسية السورية على الارهاب في سورية.
وفي كل الأحوال، ماذا ستخسره واشنطن من هذه العملية؟ ما دامت متأكدة من الأسعار مدفوعة أضعافا مضاعفة. فلماذا الاحتفاظ بأسلحة في مخازنها وتحرم مصانعها من الاشتغال ليل نهار. أليس هذا ربحا على طول الخط وفي كل الحالات؟

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد