وكالات
أكد البيت الأبيض الاثنين، أن الولايات المتحدة وحلفاءها “يشعرون بقلق بالغ” من انتهاكات روسيا للمجال الجوي التركي.
وأعلنت وزارة الخارجية التركية انتهاك أجوائها للمرة الثانية.
وقال المتحدث باسم البيت البيض جوش إيرنست، إنه “لا مؤشرات على أن روسيا غيرت استراتيجيتها لتركز جهودها العسكرية في سوريا على قتال تنظيم الدولة الإسلامية”.
واضاف جوش، أن “أفعال روسيا في سوريا لن تؤدي إلا إلى تأخير الانتقال السياسي، الذي تدعو الولايات المتحدة إلى تحقيقه في سوريا”.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إنه كان من المحتمل استهداف تركيا للطائرة الحربية الروسية التي انتهكت أجواءها.
وأوضح كيري للصحفيين خلال مشاركته في مؤتمر بتشيلي، “إننا قلقون للغاية بهذا الخصوص، وهذا من الأمور التي حذّرنا منها”، مشيراً إلى مسؤولية روسيا بالتصرف بشكل يوافق المعايير الدولية.
الناتو.. يندد
من جانبه، طالب حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الإثنين، روسيا بـ”الوقف الفوري لهجماتها على المعارضة السورية والمدنيين”
جاء ذلك في بيان صحفي اليوم، عقب اجتماع مجلس الحلف في بروكسل لإجراء مشاورات بشأن الآثار المحتملة للأعمال العسكرية الأخيرة للاتحاد الروسي في سوريا.
ودعا الأمين العام للحلف، ينس شتولتنبرج، روسيا إلى “الكف فورا عن هجماته على المعارضة السورية والمدنيين، لتركيز جهودها على مكافحة داعش، وتشجيع التوصل إلى حل للصراع من خلال عملية انتقال سياسي”، معربا عن “القلق الشديد فيما يتعلق بهجمات سلاح الجو الروسي في مدن حماة وحمص وإدلب السورية، والتي أدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين، ولم تستهدف داعش كما كان منتظرا”.
وأفاد البيان أن “العمليات العسكرية الروسية بلغت مستوى أكثر خطورة مع الانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي التركي، في 3 و 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري من قبل القوات الجوية الروسية”.
كما دعا الحلف روسيا “إلى تقديم تفسيرات حول هذه الانتهاكات”، التي وصفها بـ”غير المسؤولة” و التي تشكل، حسب البيان “خطرا كبيرا على الدول الاعضاء”، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان عدم تكررها في المستقبل.
وذكر الناتو في البيان أن “أمن التحالف غير قابل للتجزئة، وسنواصل متابعة التطورات على الحدود الجنوبية الشرقية لحلف شمال الأطلسي بشكل وثيق جدا، والتضامن القوي مع تركيا”.
تركيا تحتج
وكانت الخارجية التركية، قد أعلنت اليوم في بيان، أن طائرة روسية انتهكت، أمس الأول، المجال الجوي التركي، عند ولاية هطاي (جنوب، على الحدود مع سوريا).
وأشار البيان إلى أن الطائرة الروسية، غادرت المجال الجوي التركي، بعد اعتراضها من جانب طائرتين من طراز “إف-16″ تركية، كانتا بمهمة دورية على الحدود السورية التركية.
وعلى الفور استدعت الخارجية التركية سفير روسيا لدى أنقرة، وقدمت إليه مذكرة احتجاج على الانتهاك، وطالبت بعدم تكراره، وأبلغته بأن روسيا ستكون “مسؤولة عن أي حدث غير مرغوب به قد يقع”.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن موسكو أبلغت أنقرة بأن الحادث وقع عن طريق الخطأ ولن يتكرر.
اجتماع أمني
وانتهى اجتماع أمني عقد برئاسة رئيس الوزراء التركي “أحمد داود أوغلو” في قصر تشانقايا بالعاصمة أنقرة، تناول خرق الطائرات الروسية للأجواء التركية وخطر الإرهاب القادم من الأراضي السورية والعراقية على تركيا، والحرب على الإرهاب داخل البلاد.
وأشار بيان صادر عن رئاسة الوزراء عقب الاجتماع الذي استمر 3 ساعات، أنه “تم بحث آخر التطورات على الساحة السورية، والخروقات الجوية الروسية للأجواء التركية، والخطوات التي ستتخذها تركيا في حال تكرار مثل هذه الخروقات”.
كما أعرب المجتمعون، عن امتنانهم لموقف حلف حلف شمال الأطلسي المساند لتركيا، وذلك في اجتماع مجلس الناتو أمس الاثنين، في العاصمة البلجيكية بروكسل، بحسب البيان.
اعتراف وتبرير روسي
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت اليوم الاثنين، أن مقاتلة روسية من طراز سوخوي-30، دخلت لفترة قصيرة المجال الجوي التركي، يوم السبت بطول حدودها مع سوريا.
وأضافت الوزارة في بيان لها، “دخلت مقاتلة روسية من طراز سوخوي-30 لفترة قصيرة – لثوان قليلة- المجال الجوي التركي.”
ولم يقدم البيان، مزيدا من التوضيحات بشأن الحادث، ولا الرد التركي عليه.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف الاثنين بأن الحادث المرتبط بالطائرة الروسية على الحدود السورية – التركية حدث بسبب سوء الأحوال الجوية.
وقال كوناشينكوف :”قاعدة حميميم تقع على بعد حوالي 30 كم من الحدود السورية – التركية. في ظل بعض ظروف الطقس تتم عملية الهبوط من الجهة الشمالية. ولذلك فإن هذا الحادث جاء نتيجة للأحوال الجوية في هذه المنطقة. لا داعي للبحث عن مؤامرة هنا”، بحسب وكالة سبوتنيك للأنباء.
وذكر كوناشينكوف أن وزارة الدفاع درست حادث دخول الطائرة الروسية للمجال الجوي التركي واتخذت الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار ذلك.
وأكد المتحدث باسم الوزارة أن سلاح الجو الروسي لا علاقة له بحادث ملاحقة الطائرات التركية لمقاتلة “ميج -29″.
وقال: “بخصوص المعلومات حول ملاحقة الطائرات التركية لمقاتلة /ميج -/29 مجهولة، فإنها غير مرتبطة بالمجموعة الجوية الروسية مطلقا”.