قلم صابر ..

بقلم الاستاذ عمر الزواق

.. هنيئا لك سيدتي على ما وهبك الله من نعمة الصبر .. هنيئا لك على جلدك .. هنيئا لك على ربح التحدي القلبي .. هنيئا لك لنصرك على ضعفي . من أينما أتيتني هزمتني ..كل الحواس , كل جيوشي ناصرتك ..لم يسلم منك سوى هذا القلم الذي ما زال يعاند حبره الدموي ويخط بالسواد ..ما زال يهش علي بنفحة حرية تنعشني ..ولكن إلى متى ؟؟ في كل مرة , سيدتي , أراني جرحا ينكأ أمام أنفة لاتقهر رغم نفاد الصبر .. فالأنفة عندي محصنة , وهزيمتها تعني الردى .. والنصر على الميت هزيمة لاأرضاه لك.. في كل مرة , سيدتي , أراك تطلين على الرمس بيدين فارغتين.. ألدعاء لما كان بالأمس أو تشفيا في ساكن اللحد ؟ قتلنا الذكريات , سيدتي , ولكننا , رغم ما كان ورغم الزمان , نبعث مع كل بصيص من الآمال .. ندوب في التراب حقا ولكننا نحيا مع الماء .. فسبحان خالق الأكوان ومدبرها . ليس عقدة عندي أن تنتصري علي , سيدتي ..فأنت من زمان مني ..وهذا الإعتراف ليس هروبا من الواقع كله بالنوم عنه ..وليس تزلفا من ضعيف إلى قوي .. فأنت تعرفين أن النفس , إذا حاولنا هتك أسرارها وفض بكارتها , استعصت على كل القوى الدنيوية . نعم , أكررها .. من أية جهة أتيتني هزمتني , أيتها ’’ الأنا ’’ .. فكلانا إذن منهزم ومنتصر .. وحده هذا اليراع يثور ويقاوم .. وأنا, وإن كنت غير ذلك الإنسان اليراع , كتبت آخر ما يمكن أن يهمك قبل دفن كل المتاهات والترحم على صاحبها .. فهذه أغنيتي لك .. لحنيها كما يحلو لك .. غنيها يوم تأبيني ..

كان حبك مطر

يفتت صور الكبرياء

كان حبك قمر

ينافس النور في العلياء

كان حبك وتر

يعزف للحرية والإباء

كان حبك جمر

يذيب جفون الرياء

كان حبك قدر

نازل من السماء

كان حبك سعر

كي يأتي بالشفاء

ولكن قلبك اليوم قد من صخر

شيدي به عوالم يحفظها الأثر

فقد حباك الله ببعد في النظر

 

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد