أساتذة يحذرون من تهميش الأمازيغية ويطالبون بخطة وطنية لتطوير تدريسها ..

 

  الرباط زينب الدليمي

 نبهت عدد من الجمعيات الجهوية والتنسيقية الوطنية لمدرسي ومدرسات اللغة الأمازيغية في المغرب وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى التهميش المؤسساتي الذي يطبع مسار اللغة الأمازيغية في المنظومة التعليمية، مشيرة إلى محدودية المناصب المخصصة لمدرسيها و غياب برامج جادة للتكوين المستمر الكفيل بتعزيز كفاءاتهم البيداغوجية ، وتطوير معارفهم .

وأبرز البلاغ  ” جملة من الإكراهات ، التي ما تزال اللغة الأمازيغية تصطدم بها داخل المدرسة المغربية، على الرغم من مرور أزيد من عشرين سنة ، على اعتمادها رسميا في المنهاج الدراسي ومن بين هذه الصعوبات تكليف أساتذة الأمازيغية بمهام إدارية أو تربوية بعيدة عن تخصصهم، وإرغام بعضهم على الاشتغال بما يقارب 30 ساعة بالأسبوع خلافا لما تنص عليه المذكرة الوزارية والتي حددت الغلاف الزمني في 24 ساعة فقط.

كما تطرق المصدر ذاته ،  إلى إقصاء اللغة الأمازيغية من فترات الدعم التربوي في المدارس الرائدة، وهو ما اعتبره إخلالا بمبدأ العدالة اللغوية، بالإضافة إلى تحميل الأستاذ الواحد مسؤولية عدة أفواج، الأمر الذي يرهق كاهله ويؤثر سلبا على جودة التحصيل لدى المتعلمين. ولفتت التنسيقية كذلك إلى حرمان الأمازيغية ، من الحضور في الامتحانات الإشهادية، إلى جانب تعيين أغلب مدرسيها في المناطق النائية والقروية، ما يقلص من دائرة المستفيدين ، من تعلم هذه اللغة الرسمية مشيرة إلى غياب تدريس الأمازيغية في مؤسسات التعليم الخصوصي ، ومدارس البعثات الأجنبية وبرامج محو الأمية، وعدم إدراجها في مباريات تدريس أبناء الجالية المغربية بالخارج، رغم مكانتها الدستورية كلغة رسمية للدولة.

 ودعت الجمعيات الوزارة إلى إصدار مذكرة تنظيمية واضحة ومفصلة تحدد كيفية إدماج الأمازيغية في الزمن المدرسي، مع ضرورة الالتزام بالغلاف الزمني الأسبوعي المقرر لها وتقليص عدد الأفواج المسندة لكل أستاذ متخصص، مقابل الرفع من الحصص الأسبوعية الموجهة للمتعلمين، مع استحداث مناصب مالية كافية لتغطية الحاجيات الوطنية ،وضمان تعيين الأساتذة في المناطق الحضرية من أجل تعميم تدريس الأمازيغية على نطاق أوسع إضافة إلى إدماج الأمازيغية في الامتحانات الإشهادية ، شأنها شأن باقي المواد الأساسية و توفير الوسائل التعليمية والكتب المدرسية والرقمية التي من شأنها دعم الممارسة التربوية وتجويدها .

وأكد نفس المصدر، على أهمية الشروع في تدريس اللغة الأمازيغية في التعليم الأولي، وتعزيز الموارد البشرية داخل المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، إلى جانب إدماجها في برامج تكوين أطر الإدارة التربوية، مع الرفع من عدد المناصب المخصصة لمفتشي هذه المادة ، ومشددين على ضرورة الانطلاق الفعلي في تدريس الأمازيغية بالسلكين الإعدادي والتأهيلي .

وكان وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة ، قد أكد أنه سيتم تكوين أزيد من 3000 أستاذ للتعليم الابتدائي بالتخصص المزدوج في مجال تدريس اللغة الأمازيغية ، مضيفا أن 650 ألف و936 تلميذ يستفيدون حاليا من التدريس باللغة الأمازيغية، وأن نسبة تغطية المدارس الابتدائية بلغت 40 في المائة .

وأشار برادة إلى أن المدارس الابتدائية التي يتم فيها تدريس الأمازيغية يبلغ 3400، وأن عدد الأساتذة المنوط بهم تدريس اللغة الأمازيغية لم يكن يتجاوز 200 أستاذ سنة 2021، انضاف إليهم 400 أستاذ سنة 2022، ثم 600 أستاذ سنة 2023، قبل أن يتعزز العدد بإضافة 650 أستاذ سنة2024.

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد