محمد الدريهم
تم الإعلان عن نتائج الدورة العادية لامتحان البكالوريا يونيو 2025 لتلاميذ مختلف المؤسسات التعليمية بإقليم إفران، مسلطة الضوء على أداء متفاوت وتحديات مستمرة داخل المنظومة التعليمية. ويكشف التحليل المفصل للنتائج عن تباينات كبيرة بين الثانويات، مما يؤكد ضرورة التدخلات الموجهة لتحسين جودة التعليم.
من بين 1762 مترشحًا ومترشحة لامتحانات البكالوريا في دورتها العادية يونيو 2025 على مستوى إقليم إفران، تمكن 1182 تلميذًا وتلميذة من الحصول على شهادة البكالوريا، بينما سيخوض 524 تلميذًا آخرون امتحانات الدورة الاستدراكية، وفشل 56 تلميذًا.
وتبرز البيانات التي قدمتها المديرية الإقليمية للوزارة الوصية بإفران للجريدة تفاوتًا ملحوظًا في نسب النجاح. فبعض المؤسسات تظهر أداءً لافتًا للنظر، بينما تكافح أخرى لتحقيق نتائج مرضية.
فيما يلي لمحة عن الأداء حسب المؤسسة:
تتميز الثانوية التأهيلية تيمحضيت والثانوية التأهيلية سيدي المخفي بنسب نجاح عالية جدًا. فمن بين 163 تلميذًا حاضرًا بتيمحضيت، نجح 161 تلميذًا، وفي سيدي المخفي، حصل 111 تلميذًا من أصل 113 حاضرًا على شهادة البكالوريا.
كما تميزت ثانوية أبي بكر الصديق بعين اللوح بنسبة نجاح مرتفعة مسجلة 88 نجاحًا من أصل 97 تلميذًا حاضرًا، بينما سجلت ثانوية ميشليفن بأزرو 99 نجاحًا فقط من أصل 188 تلميذًا حاضرًا، وثانوية علال الفاسي بإفران 122 نجاحًا من أصل 222 تلميذًا حاضرًا، وثانوية واد إفران 43 نجاحًا من أصل 56 تلميذًا حاضرًا.
حققت الثانوية العسكرية الملكية الثانية للفتيات بإفران أيضًا نتائج ممتازة، بـ 89 نجاحًا من أصل 91 تلميذة حاضرة.
مؤسسات أخرى، مثل ثانوية محمد الخامس بأزرو (100 نجاح من أصل 284 حاضرًا) وثانوية طارق بن زياد بازرو (278 نجاحًا من أصل 447 حاضرًا)، سجلت نسب نجاح أكثر اعتدالًا، مع عدد أكبر من حالات الفشل والغياب.
أما المدارس الخاصة بأزرو، فقد أظهرت ديناميكيات مختلفة: حيث حققت المدرسة الخاصة الشيماء نسبة نجاح مرضية (55 من أصل 63)، بينما سجلت المدرسة الخاصة أجيال الأطلس 36 نجاحًا من أصل 37 تلميذًا حاضرًا.
تحديات هيكلية وتوصيات للتحسين
يكشف تحليل هذه النتائج عن تحديات رئيسية لا تزال تعرقل التقدم التعليمي. ومن بين أبرزها الهدر المدرسي، الذي غالبًا ما يتفاقم بسبب العوامل الاجتماعية والاقتصادية، النقص الحاد في البنية التحتية المناسبة، والتأثير المستمر للفقر على فرص الحصول على تعليم جيد وجودته.
في مواجهة هذه الملاحظات، نصيغ توصيات واضحة لتعزيز النظام التعليمي: بتعزيز دعم التلاميذ الذين يواجهون صعوبات، لا سيما من خلال برامج الدروس الخصوصية أو الدعم الشخصي، تحسين أكثر البنية التحتية المدرسية عن طريق استثمارات موجهة لخلق بيئات تعليمية أكثر ملاءمة ومجهزة و مكافحة الهدر المدرسي بنشاط من خلال تنفيذ برامج دعم مالي واجتماعي للتلاميذ القادمين من خلفيات محرومة.
تعبئة جماعية ضرورية
في الختام، تذكر الدورة العادية يونيو 2025 بضرورة المتابعة الدقيقة لأداء التلاميذ والإلحاح على وضع استراتيجيات ملموسة لرفع النتائج المدرسية. ويعتبر التعاون الوثيق بين المؤسسات التعليمية والسلطات المختصة والمجتمع بأكمله ضروريًا للتغلب على هذه التحديات وضمان تعليم ذي جودة لجميع الشباب.