فاعلون يناقشون تجربة الحكم الذاتي.. المملكة الإسبانية نموذجا ..

 

الرباط :زينب الدليمي

أكدت إيلينا كارولينا دياز غالان باحثة اسبانية ، في مداخلة خلال  يوم دراسي تحت عنوان “تجربة الحكم الذاتي.. المملكة الإسبانية نموذجا ” بمدينة السمارة ،  أن المقترح المغربي للحكم الذاتي بات يحظى اليوم بمزيد من القبول ، ضمن المنتظم الدولي باعتباره حلا واقعيا ومتقدما للنزاع الإقليمي ، حول الصحراء مضيفة ، أن هناك توجها متزايدا من الفاعلين الدوليين لإنهاء هذا ” النزاع ” ، ومن بينهم إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية الداعمة للمبادرة المغربية.

وأوضحت الباحثة ، أن نموذج الحكم الذاتي ليس موحدا عالميا بل يتخذ صيغا متعددة حسب السياقات ، وأن التغيرات التي طرأت على مواقف عدد من الدول الفاعلة ، وكذلك الديناميات الجديدة التي يشهدها النظام العالمي عززت من وجاهة النموذج المغربي معتبرة ، أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية ، تستلهم في جوهرها تجارب ناجحة ، من قبيل النموذج الإسباني الذي مكن مناطق مثل كاتالونيا والباسك من إدارة شؤونها الداخلية ، في إطار السيادة الوطنية بما يحقق التوازن بين وحدة الدولة ، واحترام الخصوصيات المحلية وهذا النوع من الحلول الوسط ، يشكل مخرجا عمليا للنزاعات الترابية ، التي طال أمدها ويجنب المنطقة مزيدا من التوتر .

وأوضحت الخبيرة الدولية ، أن الدستور المغربي لسنة 2011 وما تلاه من إصلاحات مؤسساتية ، وضع البلاد في مسار متقدم نحو ترسيخ الجهوية الموسعة كمدخل لتفعيل الحكم الذاتي ، و أن الرهان الحقيقي اليوم يكمن في تعزيز الأبعاد التنموية والسياسية ، لهذا المشروع بما يستجيب لتطلعات ساكنة الأقاليم الجنوبية ، ويكسب المبادرة مزيدا من المصداقية الدولية .

من جهتها لفتت لوسيا مانتيكون أكاديمية اسبانية ، في مداخلتها إلى الدعم المتنامي للولايات المتحدة الأمريكية ، لمقترح الحكم الذاتي المغربي مؤكدة ، أن السياق الدولي يشهد إعادة تشكل جيوسياسي ، تقوده قوى فاعلة من بينها واشنطن  ، وذلك باعتبار أن المغرب كان أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة ، وهو ما أسس لشراكة تاريخية تأخذها الولايات المتحدة بعين الاعتبار في دعمها للمغرب.

وذكرت مانتيكون ، بمواقف عدد من الدول الأوروبية كألمانيا وهولندا ، منوهة بما قامت به المملكة من جهود دبلوماسية ، مدروسة لكسب الدعم الدولي لمبادرتها ومشددة على أن نجاح هذا المشروع ، رهين باستمرار التعبئة الدبلوماسية والترافع الدولي ، إلى جانب تقديم نموذج تنموي واقعي في الصحراء يعكس على الأرض ، مضامين الحكم الذاتي المرتقب ويعزز القناعة الدولية بجدوى الحل المغربي .

من جهته أوضح الخبير الإسباني إغناسيو بيريز ماسياس ، أن التجربة الإسبانية في الحكم الذاتي التي انطلقت بعد دستور 1978، تقدم نموذجا متقدما  لكيفية التوفيق بين وحدة الدولة ومنح صلاحيات موسعة للجهات ، وهو ما يتلاقى مع فلسفة المقترح المغربي ، مضيفا أن إقليم الباسك وكاتالونيا يملكان صلاحيات واسعة ، في مجالات التعليم والصحة والثقافة مع احترام الإطار السيادي للدولة وهو النموذج الذي يمكن استلهامه في تكييف مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية . 

وأعلن ماسياس ، أن دعم إسبانيا للمقترح المغربي ليس مجرد موقف دبلوماسي بل يعكس أيضا قناعة استراتيجية ، بأن استقرار جنوب المغرب هو شرط أساسي لاستقرار الضفة الجنوبية للمتوسط ، معتبرا أن النموذج الإسباني ، يقدم حججا إضافية للمجتمع الدولي للاقتناع بإمكانية تطبيق حكم ذاتي ناجح  في الصحراء المغربية ، يحفظ وحدة التراب الوطني ويستجيب لتطلعات الساكنة المحلية .

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد