بقلم الإعلامية حنان رحاب
حين انطلق حملة التشهير والأكاذيب ضدي، أحسست بداية بنوع من الاختناق، ليس مرده إلى شعور بالهزيمة، فقد خضت معارك قاسية، في تجاربي السياسية والنقابية، وانا القادمة من حي شعبي، ومن اسرة متوسطة كما بقالي الاسر المغربية القاطنة بحينا.
الاختناق كان مرده، هو حين والديك مقحمين في سيل السب والشتم، وهما اعز ما عندك في الحياة، وتفضل الف مرة أن تفقأ عينك ، ولا يمسهما أذى.
ثم تجد حديثا ساقطا باعتبارك امراة: بذاءة في القول مطعمة بأكاذيب وأباطيل .
كانت محاولة اغتيال معنوي!!
لا اخفي اني قدرت مخطئة اني سأكون عزلاء، فالأمر كان ترهيبا، لأن التشهير والوصم تجاوز كل الأسقف والخطوط، وبدأ كان لا نهاية لحضيضه. وأن من سيقترب متضامنا، سيناله ما نالني….
لكني فوجئت بما هو أجمل.
تضامن لم أكن اتوقع ان يكون بهذا السمو والامتداد …
شكرا لكن ولكم ، شكر لن يوفيكم حقكم.
شكرا لزميلاتي وزملائي اخوتي واخواني في المهنة كل باسمه واسمها صحافيين/ ت وناشرين/ت الذين لم يقبلوا ما تعرضت له زميلتهم واختهم، ومنهم من اختلفنا في محطات سابقة، لكنهم يميزون بين الاختلاف المحمود والعداوات الحقودة.
شكرا بزاف لنساء ورجال ممن يؤمون بأن الحق هو ترجمة للاخلاق وان الظلم ظلمات وإن السكوت على نهش ” امرأة / صحافية ” جريمة اخلاقية في حق المجتمع المغربي الكريم الخلق والاخلاق .. وهنا اقف لأشكر من اختلافنا في لحظات تدافع ايجابي ووقف معي اليوم بكل بساطة لانه متشبع بقيم تمغرابيت الحقيقة التسامح والاخلاق فوقف كل طارئ لا يفسد للود قضية..
شكرا لعدد من فنانين والمثقفين والرياضيين
ممن عبروا صراحة عن تضامنهم المطلق والرافض لكل تلك ” قلة الحياء” .. ومدين للحملة الاستهداف الممنهجة ضد العبدة لله ..
شكرا لكل من اتصل، أو زارني.، أو استوقفني في الشارع، معبرا عن رفضه لكل ذلك الإفك، ومنهم من ذكرني ب “خيرك سابق”، وانا ناسية ما قدمته له، فتذكرت الوالد حين كانت يقول: ديري الخير ونساه، وهو ما ينساك.
وشكرا بزاف بزاف لكل من ساند وكتب على تدوينات تضامنية تعليقات داعمة وكلام مساند ومشجع ودعوات صادقة للوقوف كجبل في مواجهة هذه الخسة وهذا الحضيض غير الاخلاقي ..
شكرا لنقابتي النقابة الوطنية للصحافة المغربية للجمعيات الإعلامية والحقوقية التي اصدرت بيانات تضامن ومؤازرة رافضة باستهجان
كبير ما تعرضت وداعية النيابة العامة لاتخاذ المعنين في هذا الموضوع ..
شكرا للمنظمات النسائية السياسية والمدنية التي اتصلت معبرة عن استعدادها للقيام بخطوات تضامنية اكبر من مجرد بيان، باعتبار ما تعرضت له يدخل في إطار استهداف النساء، فعبرت لهن عن عظيم امتناني، ولكن اوضحت لهم اني افضل ان يقتصر الموضوع على جانب الدفاع عن حرية الصحافة وحقوق الصحافيين والصحافيات، ولا أريد أن اقحم أو استغل صفتي رئيسة لمنظمة نسائية وطنية، ولذلك لم أصدر حتى بيانا باسم منظمة النساء الاتحاديات التي اتشرف بقيادتها.
شكرا للعديد من الصديقات والأصدقاء والمنظمات المغربية العاملة بالخارج، ممن عبروا كذلك عن المساندة، والاستعداد لأي شكل تضامني اختاره، فعبرت لهم عن تقديري لهم، وعن اقتناعي بأن مؤسسات بلدي المعنية، وعلى رأسها القضاء سينصفني.
. شكرا بزاف بزاف بزاف .. وبدون حدود لكل من كتب عبد الواتسباب او الفايسبوك “كلنا رحاب” او كلنا ” حنان رحاب” وتقاسم معي ثقل هذه المحنة التي اعتقدها ” بعدا الرابعة ” انها ستقسم ظهري لكنه كان محميا بظهر كل المتضامنات والمتضامنين ..
ممتنة للجميع، وهو دين في عنقي، وأعاهدكم أن ابقى وفية لالتزاماتي المهنية والنقابية.
ساظل إلى جانب كل ” الصحافيين ” الصحافيات” وخصوصا حين تنتهك حقوقهم.
سأظل مترافعة من أجل أن تكون كل طرق الدعم شفافة ومشروطة باحترام الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لكافة العاملين والعاملات، والصحافيات والصحافيين، وبوجود مشروع إجرائي لتطوير المقاولات المهنية…
سأظل مناضلة من أجل إعلام مهني وتنافسي، ووطني لا يتورع عن الدفاع عن مصالح الوطن العليا.
وسأستمر في مواجهة كل من يسعى للمس بنبل هذه المهنة عبر خرق ميثاق الأخلاقيات والمس بحقوق الإنسان وحقوق النساء .
اما من انخرطن وانخرطوا في هذه الحملة البئيسة، سواء بالكتابة أو بمد المشهرين بالأكاذيب وسيناريوهات الذناءة، فيكفيني انكم ومن يحركهم قد عرف حجمه…
إن الضربة التي لا تقصمك تقويك، هذه هي الخلاصة…
استفدت منها الكثير من الدروس، وعرفت معادن الناس الأصلية، من تلك المزيفة.
وسنكمل المشوار بنفس اقوى. وبانتباه اكبر، وبحرص على محبة الناس، وقوة في الاعتراف بأي خطأ غير مقصود في حق أي أحد.
“إن يعلم الله في قلوبكم خيرا، يوتكم خيرا”
واقول مجددا ..فالمنخرطون ظاهرا أو في الخفاء وراء هذه الحملة والشامتون على قلتهم لان المغاربة كرماء في اخلاقهم وخلق ولا يمكن لكريم الخلق ان يقبل تحت اي ظرف مضمون تلك الحملة الأجرامية الممنهجة ضدي ،
فأقول لهم: ” إن الله يمهل، ولا يهمل”.
و قوله تعالى ” ولكم في القصَاص حَياةٌ يا أولي الألباب”
ولقد خرجت من كل هذا بدرسين:
-الأول: الحرص على العلاقات الإنسانية فوق المصلحية، فهي التي تفيد في وقت الشدائد.. وهنا كان درس كبير وكبير جدا
– الثاني: فعل الواجب ما أمكن، وعدم الانقطاع عن ذلك، فإن مقابله كبير وعظيم ولن ينقطع في الدنيا والآخرة…
احبكن واحبكم، ومن أعماق القلب شكرا بحجم قلوبكم التي هي أوسع من اي أفق.
واعيد الشكر لكل المتضامنات والمتضامنين، فقد اعفاني الكثير منكم ممن كتبوا مقالات وتدوينات وشهادات في حقي، من الرد على المتخرصين.
شهاداتكن وشهاداتكم كانت كافية وأكثر، ولقد نبتم عني، وانا جد جد ممتنة لكم ، وهو دين في عنقي ما حييت.
ملاحظة : لمن يسأل عما قمت به دفاعا عن كرامتي وسمعتي :
– وضعت شكاية لدى القضاء
– وضعت شكاية لدى لجنة التحكيم والأخلاقيات – اللجنة المؤقتة لتدبير قطاع الصحافة والنشر
– شكاية لدى المجلس الوطني لحقوق الإنسان
– راسلت تنظيمات حقوق الإنسان بالمغرب..
.