الحلقة الثالثة :وضعية المرأة في مخيمات تندوف.. إجهاز ممنهج على الحقوق والحريات

احتفالا باليوم العالمي للمرأة اختار موقع “ريتاج بريس” الاحتفال بالنساء المحتجزات بتندوف وتسليط الضوء على معاناتهن، وتفنيد أكذوبة البوليساريو.

بقلم صفاء آيت حوسى (بتصرف)  عن الكاتب  البشير الدخيل

يسلط  الكاتب البشير الدخيل الضوء على وضعية المرأة في مخيمات تندوف ، في فترة ما بين السبعينات إلى  بداية تسعينات القرن الماضي،  حيث إجتمعت ساكنة المخيمات القادمة من الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية و مختلف إمتداداتها الإجتماعية بالجوار كموريتانيا و مالي بالإضافة  لساكنة تندوف ونواحيها، بعد التخلص من ” الولي مصطفى السيد ” 1976 و السيطرة على مفاصل الحياة بالمخيمات من قبل طغمة وضعتها الجزائر، بدأت بتنظيم هذا المجتمع البدوي في شكل خلايا ولجان، وكانت تقريبا عبارة عن خمسة وعشرين مخيم ، يضم كل واحد منهم خمس مئة أسرة تقريبا، وبفعل ظروف الحرب و إنخراط الرجال في أعباء خارجية ، أصبحت تركيبة هذه المخيمات معظمها نساء ، اللواتي تم تنظيمهن في خلايا تظم كل واحدة منهن إحدى عشر إمرأة ، و تنقسم لتخصصين الجانب الإداري منوط باللجان والسياسي بالخلايا، التي كانت مسيطر عليها لأبعد الحدود وتنتهك الخصوصية للأسر لدرجة تسطير برنامج يومي للوجبات التي يجب أن تكون موحدة ، تحت طائلة معاقبة كل من تمردت على هذا النظام الصارم بحرمانها من الوجبة التي إشتهت وأعدتها لأسرتها.

في نفس السياق ، طورت قيادة “الجبهة” آنذاك بتعليمات جزائرية نظاما إسمه ” تكاثر الشعب” من أجل الحرب، وإتخذها عدد من القياديين في البوليساريو ذريعة من أجل التعدد ، ومنع النساء منعا قاطعا من إستعمال أي وسيلة من وسائل تنظيم الأسرة والنسل تحت طائلة العقوبة المشددة السالبة للحرية، بل وإجبار الفتيات الصغيرات على الزواج القسري تحت التهديد و ذلك بعرض ثلاث شبان عليها أن تختار الزواج من أحدهم أو السجن، بالإضافة إلى إستصدار قرار بمنع الطلاق لمدة أربع سنوات،  و تغييب عنصر الإرادة سواء في الزواج أو التطليق ، بالإضافة للمعاملة القاسية والحاطة من الكرامة للأمهات العازبات، بل و تخصيص سجن أو مركز إحتجاز خارج عن القانون يسمى”اگويرت بيلا” بمنطقة تدعى ” الدخل ”  ما بين ما يسمى  ” مخيم السمارة” و “مخيم أوسرد” ، حيث تحتجز النساء وتقيد حريتهن بشرط واقف ، على الزواج من شخص لإطلاق سراحهن، وغالبا ما يكون إما طاعنا في السن ، أو من الأقليات التي شاءت الأقدار أن تسكن بالمخيمات ، مع كل ما سبق كانت البوليساريو تسوق خطابا مظللا للحركات الداعمة لحقوق المرأة على أن النساء الصحراويات بمخيمات تندوف الأكثر تحررا و تقدمية بالعالم العربي ، و إستعمال المنظمات النسائية كأداة للدعاية السياسية.

في واقع الحال ، كانت النساء ضحايا  لعدة تعسفات خلال هذه الفترة القاتمة من تاريخ النزاع المفتعل، حيث عرفت ساكنة المخيمات آنذاك بعض الأساليب المراوغة التي كان ينهجها بعض القياديين في البوليساريو عبر إيفاد الرجال في مهمات للنواحي العسكرية البعيدة للوصول إلى زوجاتهن، بل حتى تطليق البعض منهن غيابيا، وبدون علم الزوج بالتطليق ، عدى عن إنعدام سبل الإنتصاف و شروط المحاكمة الشرعية و العادلة،  الشيئ الذي يزيد من تعقد وضعية النساء هناك،  والإجهاز الممنهج على مجموعة من الحقوق ، كالحق في التصرف في الجسد و الحق في التمدرس،  و التجنيد القسري و إنتهاك الحياة الخاصة و حرية التنقل و السلامة الجسدية بل وقد تصل إلى سلبهن الحق في الحياة

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد