عندما يتكلم وزير العدل….

بقلم:  د  إلهام بالفحيلي

بقلم:  د  إلهام بالفحيلي

عندما يتكلم وزير العدل المفروض فيه الحياد والحكمة والبحث عن الحلول باعتباره يدبر قطاعا يلجأ له المغاربة لحل خلافاتهم ، ليصبح هو مؤجج للخلافات ويخاطب طلبة شباب تجربتهم في الحياة بسيطة وانخراطهم في العمل النضالي حديث العهد ، ليس منطقهم لي يد الدولة أو التمرد أو العصيان كما يحاول البعض الترويج له ، فهم يدافعون عن قضيتهم وهم يعتقدون أنهم في دولة الحق والقانون والحريات لانهم ولدوا في عهد الملك محمد السادس الذي أعطى منطقا جديدا للدولة وكرس هذا المفهوم بدستور 2011، ذنب هؤلاء الطلبة أنهم فتحوا أعينهم على هيئة الإنصاف والمصالحة و تقافة التضامن الوطني ومفهوم الشرطة في خدمة الشعب ، وتشبعوا بخطب جريئة لجلالة الملك ، هؤلاء الطلبة لم يعرفوا الاتحاد السوفياتي وجبروته وديكتاتوريته ، ولم يعيشوا سنوات الرصاص التي تم طيها مع العهد الجديد ، هؤلاء الطلبة يحتاجون فقط لحضن يضمهم بمحنة الاب ورأفة الأم ، يحتاجون إلى مسؤول قادر على فهمهم واستيعاب أسلوبهم في الحياة ، وليس فقط نستوعب شباب مهبول أنا ، هؤلاء الطلبة حملناهم ما لا يطيقون، ولكي لا ننسى ونفهم السياق العام هؤلاء الطلبة من خيرة نجباء هذا الوطن الذي رغم فشل المدرسة العمومية استطاعوا بفضل جديتهم واجتهادهم الحصول على أعلى المعدلات واجتازوا بنجاح أصعب المباريات وهي مباراة الطب وولجوا الجامعة ، للم يكن لهم وقت للعمل السياسي فلم يتعلموا ألياته ولم ينخرطوا في العمل المدني حتى يفهموا عثراته ، لا يجب أن نحملهم وزر أمر لم يقوموا به .

تكلمت كثيرا عن هذا الملف لأنني أحس بما يعانيه هؤلاء الطلبة وناشدت جلالة الملك أب المغاربة ، أن يتدخل بحكمته وبإنسانيته لحل هذا الملف بعدما عجز الجميع عن حله

انقدوا شبابنا فوالله لا علاقة لهم بالسياسة ومفهوم المؤامرة ، وانت ياوزير العدل لقد دافعت عن إبنك عندما نجح في مباراة المحاماة وانا شخصيا اعتبرت انه مواطن له الحق في اجتياز المباراة كما له الحق في النجاح مع كل الشبهات التي قد تشوب نجاحه على اعتبار أن والده وزير العدل المشرف على هذه المباراة ، فكما دافعت وبجرأة عن إبنك دافع عن أبناء الشعب بنفس الحماسة والجرأة تمنيت أن تكون جزء من الحل وليس بنزينا يؤجح الأزمة، وصوتا يهدد الشباب ويحاول إخافتهم ،انت بهذا تسجل بمداد أسود أحد مواقفك التي سيكتبها التاريخ وأكيد لن يرحمك الحاضر والمستقبل ، فكن أبا متفهما ومسؤولا متبصرا ووزيرا حكيما، ولا تقدم أمثلة بدول انتهكت حقوق الانسان وتحاول تنزيلها في مملكة الشرفاء .

 

 

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد