“التدجين الممنهج”

 

بقلم:  الإعلامية نعيمة فراح

في الوقت الذي تنهب أموال الدولة بكل الطرق الظاهرة والباطنة من طرف مسؤولين(مايقوم به بعض الوزراء من تبدير غير مبرر خير دليل) ..
وفي الوقت الذي يعرف الوطن موجة غلاء ليس لها سابقة، على جميع الأصعدة وفي جميع الاتجاهات…
وفي الوقت الذي نرى فيه غليان صامت لدى غالبية المواطنين بسبب ما يتحملون من تبعات هذه الأثمنة الصاروخية.
في هذا الوقت بالذات كان من المفروض توجيه الدعوة فيه إلى كل المسؤولين، من أجل ترشيد النفقات، لاسيما وأن هذه الموجة من الغلاء تأتي بعد سنتين من الانحصار والإنكماش الاقتصادي الذي عرفه المغرب بسبب وباء كورونا.
لكننا بدل ذلك، تركنا الحبل على الغارب… فصرنا نسمع بوزراء يوزعون المال العمومي بسخاء على المقربين والأصحاب بدعوى القيام بدراسات، وآخرون يبدعون في تنظيم حفلات سواء للغداء او العشاء أو إفطار رمضاني بسخاء حاتمي.. وآخرون يكترون طائرات من أجل تنقلاتهم داخل المغرب…وقس على ذلك من الأفعال التي يبدر فيها المال العمومي بدون حسيب او رقيب…. بل أصبحنا نظن وكأن هناك مسابقة بين هؤلاء المسؤولين شعارها: من يبدر أكثر.
في ظل كل هذا تضيع مصلحة الشعب ولا أحد عنده ذرة غيرة على مصلحة الوطن…. بل الكل يراه بقرة حلوبا.
ويبقى السؤال :أين المواطن من كل هذا؟
والجواب هو أن هذا المواطن الصبور والذي يئن في صمت ويتذمر بهمس… وتعلو شكواه في كل لحظة وحين إلى الله لياخد له حقه من الظالمين و الفاسدين، وممن باعوا له وهم الرفاهية .. تحول شغله الشاغل في هذه اللحظة إلى الصراع المفتعل والدائر بين *الشيخ والشيخة* وبين انصار هذا وذاك…….
هكذا ترك هذا المواطن الصبور، جوهر الأمر الذي تنبي عليه حياته ومستقبله، وتحول إهتمامه إلى التافه من الأمر…
#كم هو سهل تدجينك يا مواطن #

تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد