الأديبة السورية سوزان إبراهيم
أنا لا أغضب، أقصد أن الآخر لا يعرف أنني غاضبة، وهذا يعني ببساطة أنني لا أعبّرُ عن غضبي ! أنا لا أصرخ !!
حتى في أقسى وأقصى حالات الخوف والغضب لم أصرخ، فهل هذا طبيعي ؟!
حين عشت مرات ومرات الرعب، وخبرتُ خطر الموت خلال الحرب اللعينة في سوريا وعلى مدى سبع سنوات، لم أصرخ، كنت أشهق وبصمت، كمن يدير صوت الصرخة في الاتجاه المعاكس، ويسدّ عليه المخارج !
حتى حين عشتُ أبشع أنواع الحزن والطعنِ من الخلف… لم أصرخ !
بعض البعضِ يعملون كمراقبين، هذا النوع من الكائنات الرخوية ممن أدمنوا سكنى المستنقعات… بعض هؤلاء يستمتع بصناعة فقاعة علّها ترتفع بهم إلى مستوى أرضٍ أدوسها !
لو أنني… فقط لو أنني أصرخ