بقلم الأديبة المغربية ربيعة الكوطيط
جائزة التفوق في قسم الشهادة الابتدائية. كتاب كبير الحجم رفضت النزول عند رغبة أمي في أن تحمله عني وأنا أراقب قسمات وجهها المليح ينضح حبورا..
تجمعنا عليه أنا وأخواتي وكأنه كنز “علي بابا”.. تسابقنا على قراءته. وكلما سبقتني إحدى أخواتي دمدمت وأنا أكاد أبكي “إنها جائزتي وأنا أول من يجب إنهاءها”.. كانت رواية.. تساءلنا.. ما معنى رواية ؟ ونحن قد تعودنا على قصص عطية الأبراشي وبعض القصاصات من هنا وهناك ..
وكان الكتاب هو “البؤساء” للأديب فكتور هوجو بحجمها الكبير ..
فيا ما تهت مع جان فالجان في شوارع باريس الكئيبة عصر الظلمات.. وكنت أتخيلني كوزيت حبيبة ماريوس.. كرهت ما عاناه الفقراء المهمشين في ذاك العصر من بؤس وظلم تحت جبروت الكنيسة والحكم ..
وانطلقت بعد أن فتحت لنا أبواب الجنة.. إنها المكتبة العامة التي يرجع الفضل لأبي في تسجيلنا فيها.. والتي خلصتنا من كراء الكتب القديمة من المكتبات الصغيرة ..
سأبدأ بالأدب العربي أو بالأحرى الرواية العربية بعد أن مررت مر الكرام بالعقاد والكواكبي والزيات وطه احسين الذي نفرت من أسلوبه المليء بالمفاعيل.. وغيرهم.. ولأنني في الأقسام الإعدادية.. أغرتني روايات إحسان عبد القدوس ويوسف اسباعي سرعان ما مملت منها وأقمت طويلا مع نجيب محفوظ الذي من خلاله تجولت في القاهرة وعرفت خباياها وعوالم غريبة عني.. أحببت كثيرا عبد الرحمان الشرقاوي وعبد الحليم عبد الله.. وتهت في موانئ وحارات حنا مينة.. وعايشت بكل كياني الصغير ظروف القضية الفلسطينية مع غسان كنفاني وسحر خليفة وليلى عسيران وأسماء أخرى.. وعندما قرات للجزائري “ملود فرعون” “الدروب الوعرة” غيرت المسار.. إذ مباشرة سأنتقل إلى الأدب الغربي.. الرواية بالخصوص ..
يتبـــع