بقلم ربيعة الكوطيط
وحين تحدق في الامكنة بصمت
لاشيء.. غير سفر يمتلئ بالنتوء
وفراغ يغازلني ويبكيني ..
تصحو الذاكرة حبلى
بهمهمات في جوف الليل تكتسح جلال المكان
ووعود سافرت مع رياح “الشرقي” تكتسح المنافد
وابتسامتك الرائقة تغطي مساحات الحزن الراقد تحت وجهك الذابل
وعيونك الواسعة تحتويني..
لاشيء..غيرك امي
ينساب جدولا فيما انسلخ مني
لاشيء..يكتسح هذا الصمت غير صوتك الناضح بالملح
ايتها المنبثقة من حقول الصفصاف
يرخي سدوله لتتمخض الارض
هنا..حركة يدي تلاحق عقارب الساعة
لأولد كل يوم من حقول الالم
امشط جسور الحياة
ارى الحزن ينضب شامخا عند الابواب
يتناسل
يتطاول
كأعمدة دخان تتعارك في صدري ..
ليتخذ اشكالا
امهات ثكلى
واطفال يتامى
وخرائب يتقاسمها الحشرات والبشر..
احيانا يامي
يتخذ الحزن عندي
اشكال اجسام مترهلة تحمل التراب
ويملا قلوبها السراب
تعانقه في بروج كالموت..
لاشيء.. غيرك امي يذكرني بي
كأني لست انا عندما انظر في المرأة
كأني اخرى تسكن هذا الجسد الغريب
ارى بقايا وجه لامرأة تهرب من قلبها حين يتعارك فيه الحزانى..
لاشيء غيرك امي يذكرني بي
يوقظني لأرفع راسي الى السماء
واغزل من خيوط الضوء فيها طريقا يستوعبهم
يستوعبني ..