بقلم : محمد أوشريف
في سياق الحملة الوطنية للدعاية الإعلامية ( البروباغاندا ) الرامية إلى حث المواطنين المغاربة إلى الإقبال على التسجيل باللوائح الإنتخاتبية في أفق “الإستحقاقات الإنتخابية “المقبلة – الجماعية و الجهوية – ، أقول أن أصوات المواطنين الإتخابية أضحت مجرد أسهم في بورصة عالم السياسة .. ترتفع قيمتها و يعلو شأنها في مواسم معينة دون غيرها .. هي مواسم الحصاد الإنتخابي حيث التهافت و التنابز و التلاسن و التنافس الشريف و غير الشريف .. فيما تنخفض قيمتها و يدنو شأنها بعد انتهاء تلك المواسم ، لينعم السياسيون الذين غنموا المناصب و المقاعد لوحدهم نتاج حصاد لم يحرثوه و لم يكدوا فيه و لم يجدوا .. إلا من خلال وسائل و آليات سمتها التدليس و التضليل و الإكراه و الإستغلال و الغبن .. و كلها تعبر عن عيوب الإرادة التي تخل بمبدأ التعاقد السليم الذي من المفترض أن يسود في علاقة المصوت بالمرشح .. عن أية عملية انتخابية نتحدث في غياب أبسط أبجدياتها و أسسها .. و إذا كانت الغاية من الإنتخابات هي الوصول بنا من خلالها إلى بر منظومة الديمقراطية – تمثيلية كانت أم تشاركية – ، فإن هاته الأخيرة – الدمقراطية – لا تشكل فيها الإنتخابات إلا جزءا من كل ، كل يتمثل أساسا و بعيدا عن التفاصيل في ضرورة تهييئ الأجواء و المناخ الأنسب لبلورة نموذج متكامل لمفهوم الديمقراطية التي أضحى الجل يتغنى بها في كل محفل و حيثما حل و ارتحل و يرفعها شعارا له فيما هو منها أبعد ما يكون .. الدمقراطية كل متكامل لا يقبل التجزيء و لا التبعيض .. إذن و حتى لا أطيل و أترك مزيدا من المداد يسيل أقول : ” ما الإنتخابات إلا مواسم ترتفع فيها اسهم أصوات الناخبين في بورصة عالم السياسة و تدنو عند انتهائها ” .. ي.ع
– ملحوظة : حتى لا نظلم أحدا .. ما قيل يعبر عن واقع الإستحقاقات الإنتخابية بالمغرب ، و لا يشمل بالضرورة الإستثناءات التي لا تكرس القاعدة و لا تعبر بالطبع و بالضرورة عن حقيقة المشهد العام ..