ريتاج بريس:ابراهيم بن مدان
بدعم من المجلس الإقليمي لآسا الزاگ، و بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وجماعة آسا، وبتنسيق مع عمالة إقليم آسا الزاگ، نظمت رابطة كاتبات المغرب وإفريقيا، يوم21 ماي 2024، بقاعة العروض والندوات بمدينة آسا ؛ حاضرة إقليم آسا الزاك ، ندوة علمية /ثقافية في موضوع التنمية الثقافية الإفريقية.
وقد أطّر هذه الندوة العلمية شخصيات مدنية فاعلة، لها بصمات مسجلة بماء من ذهب في المجال الثقافي ؛ الفكري؛ الاقتصادي والتشريعي في البلدان الإفريقية والعربية بمشاركة متدخلين من دول السينغال، مالي، غينيا بيساو، غينيا كوناكري، البنين، التشاد، أنغولا، مدغشقر، موريتانيا، تونس، ليبيا، مصر، الإمارات العربية، السعودية ولبنان وأسماء وقامات علمية من المغرب.
ويأتي سياق الندوة في إطار انفتاح المغرب على عمقه الإفريقي، الذي لا يقتصر على المجال السياسي فحسب، بل يتعداه إلى الفعل الثقافي والاقتصادي والفكري، الذي يضع النخبة أمام مسؤولياتها تجاه الفكر والثقافة بمختلف دول القارة الأم، والذي يستدعي كل نقاط الالتقاء والتقاطع خدمة لقضايا الشعوب المعرفية والعلمية والفكرية والثقافية والاقتصادية إلى جانب السياسي منها، وكذا سبر أغوار الثقافات التي تمتد جذورها آلاف السنين.
إن تنظيم الندوة الفكرية / العلمية ذات الدلالات المتعددة بأسا الزاك، إنما هو تأكيد صريح على أن تنظيم اللقاءات والندوات الثقافية والفكرية والاقتصادية وحتى السياسية لم تعد حكرا على المركز فقط، بل أخذت منحى آخر يستحضر العدالة المجالية والمقاربة التشاركية واستنطاق الهوامش والمناطق التي كانت تؤثث المشهد فقط.
وفي ذات السياق تسعى رابطة كاتبات المغرب بجهة كلميم وادنون من خلال تنظيم هذه الندوة إلى تقديم المعطيات الهادفة بخصوص كيفية الاستثمار الحقيقي للمنتوج اللامادي التراثي والفكري، والتوعية بدوره في تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والترافع عنه بمنطلق دينامية ثقافية مشتركة تتجه نحو ترسيخ رؤية جنوب/ جنوب وفق رؤية ملكية متكاملة تجعل من المحيط القاري المتنوع والمختلف رمزا للتميز و العطاء و الإنتاج.
من جهة أخرى راهن منظمو الندوة على المعطى الثقافي والتراثي في علاقته بالمجال وذاكرته، وغنى الأفراد وتحسين قدراتهم على اعتبار أنه أساس، أي عمل تضامني يعتمد المردودية والإنتاجية في أفق بناء مدن آمنة ومستقرة وعادلة وحالمة بالتغيير لما للفعل الثقافي من تأثير إيجابي على الأذهان وتعزيز الوعي وقبول الآخر وإحترام المشترك، كما راهنوا أيضا على ربط إطلاق مسلسل التنمية الثقافية بتنمية المجال والإنسان على حد سواء .
إن الندوة المنظمة تحت شعار : “التنمية الثقافية الإفريقية، الجسور والتحديات”، والتي جعلت من آسا قبلة لنخبة متميزة من كاتبات إفريقيا تحت مظلة رابطة كاتبات المغرب، إنما هي تأكيد صريح على دور الكتابة في تعزيز الهوية الإفريقية، والتحديات التي تواجه المرأة الإفريقية، وتقوية آفاق التعاون بين الكاتبات المغربيات والإفريقيات، وأن آسا ستظل أبدا عاصمة الثقافة بالصحراء المغربية.