ريتاج بريس
في إطار احتفالات زوايا الطريقة الصوفية العلوية المغربية بعيد المولد النبوي الشريف ، نظمت زاوية الطريقة بمدينة العيون الشرقية احتفالها بهذه المناسبة يوم السبت 4 ربيع الأول 1441 هـ الموافق 2 نونبر 019 م. و اختير كشعار لهذا الحفل ” نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ “. و بخصوص هذا الاحتفال أوضح المشرف على الزاوية المقدم الحاج محمد مستعين أن هذا اللقاء يعتبر فرصة للتعبير عن محبتنا لسيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم و ابراز خلقه الكريم و رسالته. و ابتدأ الحفل الذي افتتحه فضيلة شيخ الطريقة الصوفية العلوية المغربية و ممثلها العام بالمملكة الشريف الحاج سيدي سعيد ياسين و حضره المندوب الإقليمي للشؤون الاسلامية بإقليم تاوريرت و عدد كبير من مقدمي و مسؤولي و مريدي الطريقة و كذلك شيوخ و مريدي الطريقة و الزوايا و المحبين للنبي، بعد صلاة المغرب كما العادة بأداء الورد العام الطريقة بعد قراءة سورة الواقعة جماعة.
و ألقى المندوب كلمة عبر فيها عن سعادته للحضور في هذه الليلة المباركة للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف و أن أمثال هذه المناسبات هي ما يحتاج إليها كل واحد منا. فالإنسان محتاج إلى الغذاء الروحي من قراءة القرآن و ذكر لتنوير قلب العبد مذكرا بالحديث الشريف ” ان القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد قالوا فما جلاؤها؟ قال : كثرة ذكر الله“. و أضاف أن الطرق الصوفية المبنية على الكتاب و السنة تسعى إلى الوصول إلى هذا المبتغى تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله. و ختم كلمته بشكر فضيلة الشيخ و كذلك المشرف على الزاوية على مجهوداتهم لتنظيم هذا الاحتفال.
و في أجواء روحانية عطرة ممزوجة بقراءات قرآنية و امداح نبوية و سماع علوي استشعر فيها الحاضرون عظمة الرسول صلى الله عليه و سلم و مكانته الرفيعة، ألقى فضيلة الشيخ كلمة جامعة و شاملة أكد فيها أن النور الإلهي هو غاية كل مؤمن من أجل المحافظة على قلب ينبض بالحياة و المتشبث بطريق الحق مصداقا لقوله تعالى ” أوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا “. و لا يتأتى الوصول إلى هذا المقام إلا بإتباع النور المحمدي من خلال الاقتداء سلوكه صلى الله عليه و سلم مصداقا لقوله تعالى ” قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ” و تحقيقا لقوله تعالى ” نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ “. و ختم فضيلته بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين وأن يحفظه في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن و يشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد و باقي الأسرة الملكية الشريفة ولوطننا العزيز بالحفظ والسلامة والعون والتوفيق.
و ألقى الواعظ الأستاذ محمد العيساوي كلمة تطرق فيها إلى مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. و تلى السيد عمر بركاني برقية الولاء و الإخلاص المرفوعة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. واستمرت أجواء الليلة الربانية، بنفحات إيمانية متنورة، تجمع بين قراءة القرءان، ووصلات لمدح خير البرية.