محمد الهادي الجزيري: شاعر تونسي
كم مرّة همّت يداي بحرق ما كتبت يداي
وكم يلحّ عليّ هذا الهاجس المسعور
لكنّي سأرضى مرّة أخرى
بعجز المفردات عن الخروج من الكلام إلى الحياة
سأكتفي بالخلق في ملكوتيَ اللغويّ: منفاي الجميلِ
سأكتفي يا ” أرتميدا ” بالتمترس في القصيدة
موقعي الخلفيّ في حرب المغولِ
فلا تبالي بانفعالي
اِطمئنّي… لن أزفّ كيانك الشعريّ لللهب الغبيّ
هواكِ يوغل في أنايَ
وأنت تزدادين إنسانيّة سطرا فسطرا
أنت معجزتي التّي لا شكّ فيها
أنت آخر فرصة للأبجديّة كي تثور على السكونِ
فلا تبالي بانفعالي
واسْتمرّي في التشكّل والظهورِ
ها إنّنا وجها لوجه
خالق قلق يدخّن ما لديه من الخلايا والحروفِ
وبدعة مُثلى تحدّق فيه
توشك أن تَهمّ به
ويوشك أن يكفّ عن الكتابة
كي يعانقها عناقا خالصا لا عقل فيه
تعبتُ من عقلي فضمّيني إليك وبدّديه
لكم أتوق إلى غياب خارج المعنى
ولكن أنتِ فيه