تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام خلال الجلسة الأمريكية موضحة تباين في الأداء متغاضية عن توالي ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الرابعة من الأدنى له منذ 27 من مارس وفقاً للعلاقة العكسية بينهما وسط شح البيانات الاقتصادية اليوم الجمعة من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للطاقة عالمياً وفي أعقاب انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك حيال رفع أسعار النفط واجتماع أعضاء منظمة أوبك وروسيا في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. في تمام الساعة 04:42 مساءاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي “نيمكس” تسليم 15 ماي المقبل 0.01% لتتداول حالياً عند مستويات 68.30$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 68.29$ للبرميل، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 حزيران/يونيو القادم 0.07% لتتداول عند 73.73$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 73.78$ للبرميل، وسط ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.40 %ليتداول حالياً عند مستويات 90.30 موضحاً الأعلى له منذ السادس من أبريل الجاري مقارنة بالافتتاحية عند 89.94.
هذا وقد تابعنا حديث عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح ورئيس بنك سان فرانسيسكو الاحتياطي الفيدرالي جون وليامز في محادثة على جانب المدفأة يستضيفها مركز العقارات والاقتصاد الحضري في ولاية كاليفورنيا والذي أعرب من خلاله عن استمرار تحسن أوضاع سوق العمل وارتفاع الأجور، مضيفاً أن استقرار التضخم يضمن المضي قدماً في تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية تدريجياً. كما نوه وليامز الذي سوف يخلف رئيس بنك نيويورك الاحتياطي الفيدرالي وليام دادلي بعد أن يترك منصبه في 17 من يونيو المقبل، أنه يتوقع وصول موازنة الفيدرالي إلى مستويات طبيعية تتراوح ما بين 3$ تريليون، مضيفاً أن ارتفاع حجم الدين واتساع العجز الحكومي سوف يدفع منحنى العائد إلى الانحدار مع الوقت وذلك رداً على مخاوف المستثمرين حيال تسطح منحى العائد.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا في وقت سابق اليوم تغريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر حسابه الشخصي على توتير “يبدوا أن أوبك هي في ذلك مرة أخرى. مع كميات قياسية من النفط في كل مكان، بما في ذلك السفن المحملة بالكامل في البحر، فأن أسعار النفط مرتفعة بشكل مصطنع! ليس جيد ولن يتم السماح به !”، وقد أثقلت تغريدة ترامب على أسعار النفط بنحو الواحد بالمائة قبل أن نشهد تلاشي معظم الخسائر عقب ذلك. وفي المقابل، أكد رئيس منظمة أوبك ووزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أن وتيرة إنتاج النفط الصخري تتسارع بما يفوق التوقعات، ما قد يحول دون عودة التوازن لأسواق النفط، مضيفاً أنه غير مهتم بمستويات الأسعار الحالية للنفط وموضحاً أن المستهدف هو تحقيق الاستقرار في الأسواق على المدى الطويل، مع إشارته لكون التحالف بين منظمة أوبك ومنتجي النفط من خارج المنظمة يهتم بالأساس باستعادة التوازن في الأسواق.
كما أفاد المزروعي أن العمل المشترك بين منظمة أوبك وحلفائها المنتجين من خارجها وعلى رأسهم روسيا في اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري، لم ينتهي لحين عودة التوازن لأسواق النفط، وذلك مع أعربه عن رغبته في التوصل لاتفاق طويل الأمد بين منظمة أوبك وحلفائها منتجين النفط من خارج المنظمة للحفاظ على توازن الأسواق عقب انتهاء الاتفاق الجاري بينهم لخفض الإنتاج. وفي سياق أخر، صرحت اللجنة الوزارية المشتركة بين منظمة أوبك ومنتجين النفط من خارج المنظمة أن مخزونات النفط بالدول الصناعية الكبرى لا توال أعلى من المستويات التي كانت عليها قبل تراجع الأسعار، إلا أن تخمة المخزونات النفطية تلاشت تقريباً، موضحة أن مخزونات النفط بالدول الصناعية الكبرى قدرت بنحو 2.83 مليار برميل في مارس الماضي.
وأكدت اللجنة على أنها سوف تجتمع في فيينا في 21 من يونيو المقبل وأنها كلفت الأمانة العامة لمنظمة أوبك بدراسة الأسواق بشكل جيد والنظر في العوامل التي من شأنها التأثير على توازن الأسواق، كما أكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح على انخفاض مخزونات النفط بشكل كبير خلال الـ15 شهراً الماضية، موضحاً أن نسبة التزام الدول باتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بلغت نحو 145% في مارس الماضي. ونوه الفالح أن منتجي النفط لا يمكنهم الاكتفاء بذلك والانسحاب من اتفاق خفض الإنتاج، مضيفاً أن الاستثمارات بقطاع النفط لا تزال منخفضة وأنها غير مناسبة على الإطلاق، موضحاً أهمية العمل على جذب الاستثمارات للقطاع عوضاً عن استهداف الوصول لأسعار محددة للنفط، مع أعربه عن أهمية استمرار التعاون بين منظمة أوبك ومنتجي النفط من خارج المنظمة بعد انقضاء الاتفاق الحالي لخفض إنتاج النفط ومراقبة الأسواق لاستعادة الثقة. ونود الإشارة، لكون وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قد صرح مسبقاً أن منتجي النفط يدرسون تخفيف الالتزام بنسب خفض إنتاج النفط، قبل أن يتصدي اليوم هو كل من نظرائه السعودي والإماراتي لاتهام ترامب معربين أنه لا يوجد شيء اسمه أسعار مصطنعة وأن الجغرافيا السياسية هي التي تعكس مستويات السوق الحالية، وجاء ذلك عقب ساعات من ارتفاع أسعار النفط للأعلى لها منذ أواخر تشرين نوفمبر من 2014 يوم الخميس 19 أبريل.