الشاعر ابوفيروز: المغرب
أنيقة جدا ، لها عفوية الأطفال ، عطرها يسبقها ، مرحة ضحوك إلى حد أن أصدقاءها و هم يمازحونها يتهمونها بتعاطي المنشطات ، أستاذة مادة الرياضيات ، مجدة . محبوبة من طرف تلاميذها بدون استثناء . عمرها تجاوز الثلاثين و لم تتزوج بعد ، لكنها لم تكن تكترث بالموضوع ، تقول قدر . دولاب ملابسها ممتلئ عن آخره ، لكن هندامها بسيط ، لا تهتم بتأثيث جمالها بشكل يثير الإنتباه ، إحدى صديقاتها كانتتلح عليها بزيارة إحدى العرافات ، صيتها مثير للجدل . لكن معارفها و مبادئها العلمية كانت تتناقض مع الإيمان بقدرة العرافة على معرفة ما يخفيه القدر … في لحظة ضَعف قالت ماذا سأخسر لو زرتها ، هي مناسبة لأتعرف عن قرب على هذا العالم ، عالم الخرافة و الشعوذة … ضربت لها صديقتها موعدا بالهاتف مع العرافة…. إنهالت عليها بمجموعة من الأسئلة ، إسمك سنك مهنتك…. كانت لا تكف عن تفحص ملامحي ، ترددت كثيرا ، وكأنها أحست بأن المرأة الماثلة أمامها لن تثق فيما ستقول ، أخبرتها قائلة سعدك قريب ، وقريب جدا ، ستتزوجين من قريب .قاطعت حديثها عجوز قائلة ، رحمه الله ، لقد أدخلوا أباك المستشفى البارحة بعد أن تعرض لحادثة سير .تركت و صديقتها العرافة غارقة في حالة هيستيرية . عند عودتها إلى المنزل ،وجدت ما لم يكن في الحسبان ، إبن عمها الذي يكبرها بسنتين ، عاد من ديار الغربة بعد سنوات طويلة قضاها هناك ، كان صديقا عزيزا في طفولتها . إستقبلتها أمها بزغرودة طويلة جدا ، وبدأت تقبلها على غير عادتها ، إنه إبن عمك جاء يطلب يدك للزواج ، قاومت فرحتها ، إلا أنها استسلمت لها كل أساريرها… تركت مهنتها وكل شيء وراءها لتلتحق بزوجها…