إعداد: مبارك أجروض
أثارت زيارة إحدى الناشطات الأمريكيات المغرب للدعوة إلى إقامة صلوات مختلطة وإتاحة الحق للمغربيات في الإمامة وإلقاء خطب الجمعة، جدلاً جديدا داخل الأوساط الدينية، بين من رفض تلك الدعوات جملة وتفصيلاً، وبين من أكد غياب دليل شرعي يمنع المرأة من تلك الواجبات الدينيّة. وبعد نشر خبر زيارة آني زونفيلد، توالت الردود الغاضبة من الناشطة الأمريكية من أصل ماليزي، حيث عمد بعض القراء إلى ربط زيارتها للمغرب بمنع زيارة الداعية السعودي، محمد العريفي، لإلقاء محاصرة في الرباط، كما قال أحدهم: “سيتم استقبالها والاستماع إليها على عكس العريفي الذي لم يسمح له بالدخول إلى المملكة لأن الأولى أمريكية والثاني في نظرهم رجعي إرهابي” وفق ما ذكره موقع هسبريس المغربي.
وربط البعض هذه الزيارة بالجدل المثار في الآونة الأخير حول المساواة بين الرجل والمرأة في الإرث، إذ قال أحدهم: “إنهم يتابعون تحولات وتغيرات مجتمعاتنا العربية ومجتمعنا على الخصوص وكيف أصبح زعيم أحد أكبر حزب ينادي بالمساواة في الإرث وكيف أصبح قانون الزواج والتعددية والطلاق، وكيف أصبحت الجمعيات النسائية تدافع عن المقزبات والشواذ (…) ما فيها باسْ يْجرْبوا التدخل في طريقة صلاتنا وسجودنا”.
وفيما تساءل أحد المعلقين على الخبر عن الصفة التي جاءت بها آني للمغرب، بقوله: “هل هي شيخة أو مفتي أو فقيه أو داعية إسلامية ؟”، ألقى متابع للخبر بتصوره الخاص حول قضية الصلاة المختلطة “تصور امرأة راكعة كيفما كان شكلها من سيصبر على هذه الفتنة”، واصفا هذا التصور بـ”الأفكار الصهيونية”. عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، نفى وجود نص شرعي في القرآن والسُنّة يحيل إلى منع المرأة من إمامة الرجال في الصلوات وإلقاءها لخطب الجمعة واختلاطهما في المساجد، موردا أن تَولِّي تلك المهام من طرف الرجال وارد في الشريعة الإسلامية “بإقرار الأئمة الأربعة”.
وفيما أكد الفقيه المغربي، أنّ الأمر محسوم فقهيا لصالح الرجل، أستدرك أنه “ليس هناك نص شريع، هي فقط آراء الفقهاء والباب مفتوح للاجتهاد”، معتبرا، في الوقت ذاته، أن موضوع الاجتهاد “قد يخلق فتنة بين الناس في أن تكون بجنب الرجل في الصلاة وتكون إمامة على الرجال وخطيبة في المساجد”. أما الداعية المغربي، فؤاد الشمالي، فنفى أن يكون هناك اختلاف في تخصيص إمامة الرجال للصلاة دون النساء، موردا أن “من شروط الإمامة أن يكون رجلا إلى جانب مواضع أخرى في الإمامة من غير الصلاة”، فيما قال إن نصوصا شرعية تؤكد فقط إمامة المرأة للمرأة “كما فعلت السيدة عائشة مع الصحابيات”.
وقال الشمالي، إن عهد الرسول عليه الصلاة والسلام “لم يعرف إقامة صلاة مختلطة بإمامة امرأة”، مضيفا أن “صحابيا أعلن للرسول صلى الله عليه وسلمّ أنه فتن بصلاة سيدة وراءه فجاء الحديث الذي يؤكد أن شر الصفوف عند النساء في الصلاة هو أولها وخيرها آخرها”، أي وراء الرجال في آخر المسجد. واعتبر الداعية المغربي أن الدعوات التي تطالب بإمامة المغربيات للصلاة في مساجد مختلطة مع الرجال، “إما تأتي من نشطاء لا يفهمون الدين الإسلامي ونعذرهم لجهلهم، لكن ما يثير حفيظتنا هو أن تأتي من مسلمين تربوا في بلاد إسلامية ويعلمون ثوابتها ويطالبون بمناقشة ما اختص الله بتقرير مصيره”