بقلم : الحاج عمر الزواق
عندما تنطفئء كل الأنوار .. عندما يخيم الظلام ..عندما يفوز الصمت على الكلام ..عندما يتغير معنى الكلام .. عندما تحسب الدقائق أعوام .. عندما تشتاق إلى قطرات محبة تنعش أنفاسك وتروي دقات جنانك .. عندما يغادرك من تحب وقد خاط لك من الأعذار أقمصة لكل الفصول ..عندها تفكر في مخرج المتاهات وفيما يحذق بك من أخطار ومخاطر ..
والخطير في الأمر هم صيادو الضيق الكثيرون الذين يبعثون من رماد النسيان حاملين مصابيح الفرح وأنوار البشرى التي تبعث على الإطمئنان ..
.. والخطير في الأمر كذلك هم قلوب الأمس الذين يعرفون كل شيء عن عاداتك , وانتظروك صابرين , وهاهم يعرضون الندم عما كان .. هاهم يتوسلون ويرتمون على أعتاب القلب ..
.. والخطير في الأمر أيضا هي الذكريات التي خاصمتها الطمأنينة وراحة البال والتفاؤل والهمة والإقبال والنشاط وكل منبهات السعادة .. فهل ستصمد أمام كل هذه الإغراءات التي تعرض عليك دواء لما يعيشه قلبك المكلوم ؟
والخطير الخطير في الأمر هي تلك القلوب التي تدعي معرفة الأحوال كلها وتضع لك في الجيب كل الوسائل الدنيوية بدعوى المحبة فقط .. هي ترغب فحسب رؤيتك سعيدا من بعيد .. وقد أعطت الدليل على القول حين ضخت عملات في جيبك من حيث لا تدري وبطريقة لم تعيها في وقتها المناسب , فوجدت نفسك سلعة تباع لكل من يملك رصيدا ثقيلا .. ياللخيبة !
أمام هذه الأوضاع الجهنمية تشعر أنك كنت ضحية لمن تركوك عرضة لهؤلاء وأولئك .. تحاول التفكير .. وهل فعلا ’’ الجائع ’’ يفكر بأكثر من معدته ؟