بقلم : الحاج عمر الزواق
وفاء بما التزمت به في الخاطرة الأخيرة , أقول : ليس الكتاب وحدهم من يخترعون الكلمات .. وليس الأدباء وحدهم من يتحكمون في المفردات .. وليس المبدعون واللغويون وحدهم من يرسمون لنا الصور الجميلة . لقد اصبحت بعض المصطلحات الحديثة من اختصاص الدول الكبرى .. فعلى سبيل المثال ’’ العولمة ’’ و ’’الكونية ’’ و ’’ النظام العالمي الجديد ’’ كما ’’ الإرهاب ’’ التي نتبادلها اليوم كوصف لحاضرنا , ما هي سوى مجموعة من الشراك اللفظية الرامية إلى قلب الحقائق .. وفخاخ استعمارية واستعلائية لفرض التبعية .. وسياسة لعينة لتفريغ المواطن من قوميته وهويته ووطنيته وانتمائه العقدي والإجتماعي والسياسي . مثل ها الكلام يقصد من ورائه نزع الإنسان عن جدوره وتجريده من اسمه بل تحويله إلى تابع ومقلد أعمى يشرب كما يشربون وياكل كما ياكلون ويلبس كما يلبسون ويتواصل كما يرغبون بالوسائل التي أحدثوها وتحكموا فيها . مثل هذه المصطلحات ومثل هذا الكلام صرفت عليه الملايين من الدولارات لأنها صناعة جديدة تضمن لأصحابها عالمية التصدير والتحكم في القرار والسيطرة على الراساميل ..ولتحقيق ذلك عمدوا إلى قلب الحقائق..فالوطنية ستصيح في مفهوهم تخلفا , والإسلام إرهابا , والهوية تفكير محلي رجعي . ولتحقيق هذه المرامي والأهداف , فقد استعانوا _ في غالب الأحيان _ عنا بنا , وعملوا على تشجيع كل من سايروهم ووسعوا عليهم بشتى الوسائل المغرية .. وهكذا سيصبح أصحاب الحق مغضوبا عليهم بعد أن ألبسوا شتى أنواع التهم والشبهات . وهكذا , أصبح للكلمة ثقلها وسلاحها الفتاك وأهداف جديدة كثيرا ما نجهلها .. فهل حافظنا على كلماتنا ونطقنا العربي الأصيل , لغة التنزيل ؟ إنها متاهة أخرى كما يقول صاحبي عندما يأخذه حنين الإستهزاء مني