بشكل عام لم تعرف انختابات الرابع من شتنبر 2015 ذلك الاقبال الجماهيري المنتظر فتصويت حوالي نحو خمسين بالمائة من المسجلين في اللوائح الانتخابية أي تصويت أقل من الثلث من المغاربة الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات أمر يدعو للقلق ويدعو إلى وقفة لبحث سبب عزوف أو عدم مشاركة هذا الكم الكبير من المواطنين . أكيد أن الممارسات المشينة لبعض الزعماء السياسيين وخطابهم المتدني قد أساء كثيرا للعمل السياسي أكثر من أي شيئ آخر وأكيد أن التردي التنظيمي والصراعات الداخلية في العديد من الأحزاب قد أفقدت الكثير من الثقة في الزعماء وفي الأحزاب المنتمين إليها فبعض أحزابنا التاريخية هي التي هزمت نفسها بنفسها حينما عجزت عن حل مشاكلها الداخلية فتنازع أفرادها وخصوصا القياديين منهم ففشلوا وذهبت ريحهم .
لا حياة سياسية صحية من دون أحزاب قوية متنافسة على البرامج وسباقة إلى خدمة الوطن والمواطنين وآن الأوان لأن يقوم الفاعلين السياسيين كل في موقعه وحزبه بالتقييم المناسب في أفق التقويم الضروري لاعادة المعنى للعمل السياسي والمصداقية للخطاب السياسي . لا بد أن يعود كل فاعل سياسي إلى مرساه التنظيمية لمحاسبة الذات ومساءلتها وجرحها وتعديلها عوض البحت عن مشاجب وشماعات لتبرير الفشل والتراجع وعوض الاستمرار في الانجراف نحو مهاوي التردي القيمي والأخلاقي والتنظيمي .
تعليقات الزوار