بقلم محمد مكاوي
الكل يعرف قصة على بابا والأربعين سارقا والتي تمت رواياتها بسيناريوهات مختلفة؛ حيث ذهبت بعضها لاعتبار أن على بابا رجل نزيه حارب من أجل مناصرة الفقراء واكتشف سر كلمة فتح مغارة يجمع فيها اللصوص مسروقاتهم من أموال وجوار ومجوهرات بالمعنى الذي يفيد حاليا مسرقات مادية ولامادية فاسترد جميع المسروقات وأعادها لذوي الحقوق ومن ثمة حضي باحترام جميع المستضعفين باستثناء اللصوص.
ذهبت روايات أخرى لاعتبار أن على بابا هو لص استولى على الكنوز المادية واللامادية بمساعدة حوارييه وترك اللصوص يجوبون القبيلة ليجمعوا دون أن يعلموا أن سرهم قد انكشف من لدن على بابا وحوارييه.
الحكاية الثالثة وهي الأرجح أن على بابا جيء به لباب المغارة ولُقن كلمة السر ولما رأى المجوهرات والرأسمال المادي واللامادي استولى عليه وهاجر خارج القبيلة بعد أن تخلص من الحواريين وترك اللصوص يتقاتلون فيما بينهم ويقتسمون ما تبقى من أغنام القبيلة.
إن الهدف من هذه الحكاية هو استخلاص العبر مما يحدث حاليا في الساحة السياسية حيث إننا أمام ثلاثة أصناف من المرشحين وأكثر من أربعين حراميا وزرائب أغنام تنتظر الدور للمقصلة.
فأما الصنف الأول من المرشحين فهو من جمع حوله أكثر من أربعين “شناقا” وراح يجوب القبائل التي لم تطأها رجله منذ زمان تائبا عابدا معربدا راقصا متواضعا، يمشي في الأسواق، ويدخل الكنائس والمساجد والمقابر والمساكن العشوائية وغير العشوائية يسير حافي القدمين رافعا صوته مع “الشناقين” حالفا يوم الاستعراض بأغلظ الإيمان بأنه يعرف كلمة السر وبأنه سيعيد كل المسروقات لأهلها وبأن هدفه نيل مرضاة الرب و الدرب والجماعة والحي والدوار وبأن كلمة السر هي التي سيقتسمها مع الجميع ليتمكن الجميع في إطار عادل من الوصول للمسروقات واستعادتها.
أما الصنف الثاني فقد تخلى منذ نجاحه في الولاية السابقة وافتضاح أمره لكونه حفظ “من التحفيظ” لنفسه مغارات خاصة لا تفتح إلا بكلمة سر أجنبية ثم فر للسارقين وانتقل من “واكل اللائحة” في حزب إلى “واكل وشارب اللائحة” في حزب أخر فتواطأ مع سارقين جدد ليمتهن أكثر ويحفظ مغارات أخرى وأصبحت المشكلة عند هذا المرشح ليست هي الحصول على كلمة السر “افتح ياسمسم” بل الاستيلاء القانوني على كل الممتلكات واستبدالها بكلمة السر “مص مص ياسمسم” ليتمتع بما سيمصه في عواصم البلدان الجميلة حتى ولو اضطر لفتح خزائن المغارة القديمة وصرفها على بعض الأغنام أو اقتسام قسط منها مع السارقين.
الصنف الثالث من المرشحين وهو صنف سيأتي من جزيرة شاكرباركربن ليخلص المظلومين من الأغنام والسارقين من الفساد لكنني أخاف أن يكون المرشح الذي يأتي هو المحرض على الفساد وبمباركة حوارييه.
فهل من منقد لهذا الوطن ؟
إن هذا الرأي لا يعني التعميم