حسن السوسي: لندن
ليس في سجوننا غير الأبرياء المساكين المفترى عليهم، من قبل خصم او عدو خفي، قام بتزوير توقيع هذا على عدد من الشيكات التي تعود ملكيتها الى من يقدم نفسه على انه ضحية.
وقد يكون الاخر بريئا تماما من هذه الجريمة الصغيرة او الكبيرة التي تم تلفيقها له من قبل الشرطة القضائية او غيرها من الجهات.
هذا ما تسمعه عادة من العديد من سجناء الحق العام عندما تتاح لك فرصة التحادث معهم حول أسباب حبسهم وإدانتهم.
انهم ليسوا إلا ابرياء ومساكين، لحق بهم الظلم. هكذا وكما لو انه قضاء وقدر هذا الظلم المزعوم.
ليس هناك أدنى شك ان هناك عددا من السجناء الأبرياء نتيجة اخطاء قضائية او ربما بعوامل الرشوة على هذا المستوى او ذاك، لكن هذا استثناء، بالتأكيد، في عالم الجريمة والاجرام وليس القاعدة.
تذكرت احاديث قديمة مع بعض سجناء الحق العام في سجن العلو بالرباط وسجن الخميسات مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وانا اسمع ما يحاوله الصحافيان الفرنسيان المبتزان للمغرب في شخص ملكه محمد السادس من تبرئة نفسيهما من الوقائع التي تورطا فيها، والتي لدى القضاء الفرنسي كل المعلومات التي تدينهما ليس أقلها حالة التلبس التي تمت معاينتها.
انهما يزعمان بلسان من يدافعون عن الشيطان من المحامين الفرنسيين انهما كانا ضحية لفخ محكم نصب لهما من طرف المغرب انتقاما منهما الخ، لكن المتهمين لم ينفيا هذه الوقائع التي اعتبرها محامي كاترين غراسيي (صفقة). يا لصفاقة بعض من يحاولون تقديم أنفسهم اساتذة في مجال الحريات والديمقراطية وهم في مستوى سجناء الحق العام او أدنى بكثير. ذلك من بين هذه الفئة الاخيرة من دفعهم الفقر والحاجة الى محاولة تلبية تلك الحاجة دون وجه حق بطبيعة الحال، من ممتلكات غيرهم اما بعض فطاحلة صحافة التحري الفرنسية فإن الجشع ربما هو الذي دفعهم الى ممارسة الابتزاز الرخيص، وربما ان هناك وراء الأكمة ما وراءها!. وهو امر يعود الى القضاء الفرنسي العمل على كشفه وتنوير الرأي العام حول مثل هذه الممارسات المشينة على كل المستويات، خدمة لأخلاق المهنة وشرفها ومصداقيتها.