يحكى انه في احد الأيام في الليل والناس نيام , جاء الولد لأبيه نعسا يفرك عينيه , فقال الأب لابنه و هو يستغرب وضعه, ان كنت يا ولدي بهذا النعاس فلم لا تنام مثل بقية الناس, رد الولد بأدب بكلام فيه العجب, ان لا اقدر يا أبتي ان انام وأشخر واترك أصحابي على تويتر .
استغرب الأب هذا المنطق وقال له هذا بيت وليس فندق, فنحن هنا كلنا عائلة ولسنا في حياتك عبرة واصلة , ياولدي هذه اسمها مواقع للتعارف وللتواصل ولايجب ان تجعل بينك وبين حياتك فاصل , قال الولد باستغراب يا ابتي هؤلاء اعز الأحباب, ان وضعت صورة تلقفوها باعجاب وان كتبت تغريدة نشروها بالف ترديدة , وهم كما ترى لي اصحاب مخلصين ان طلبت منهم بحياتهم لي مضحين .
ضحك الأب حتى بانت أسنانه من ابنه الذي اطلق للخيال عنانه , وقال له ايها الولد الحبيب دعك من الكلام العجيب , فأن اصحابك هؤلاء في الخيال لاتعلم حقا ان كانوا نساء ام رجال , ان كنت جائعا لا يطعموك وان بردت لا يدفئوك , وان طلبت منهم المساعدة فلن تجدهم حولك كالعادة, وان طلبت من احدهم ان يقرضك مالا فسيعمل لك بلوك حالا , ومن كان يعمل لك ريتويت سيفاجأك بالديليت .
فانصرف يا ولدي الى حياتك وانتبه إلى دروسك واموراتك , واجمع حولك من الأصحاب والإخوان من اذا طلبته اصغى لك بالقلب والآذان , ولا تعزل نفسك عن الناس فتضعف عندك الحواس, فتصبح منبوذا معزولا كما لو كنت كلبا مبلولا , فلا تعرف كيف ترد عند الخطاب ولا كيف تتصرف في جمع الأحباب .
هذه يا ولدي لك مني النصيحة وهي دون تجميل وصريحة, لا تكن للانترنت اسيرا فيجعلك في التواصل فقيرا , وان تويتر وفيسبوك وانستغرام لن تعلي شأنك بين الانام , واجعل بينك وبين الكتاب مودة فأن الفكر بدونه كسرير بلا مخدة , ولا تصدق كل ما يقال في تويتر فيخمل فكرك ويخدر, ولا تستقى من فيسبوك الإخبار فانه مليئ بالحاخامات والاحبار, يدسون الكذب في الحقيقة وينشرون اخبارا غير دقيقة , ويظهرون لك العدو صديقا وكانه محب لك رفيقا , ويزرعون في قلبك للاصدقاء الكراهية و يصورونهم كأنهم ريح عاتية .
ها انا قد قلت كل ما عندي من كلام وسأذهب ألان كي انام , فتفكر فيما اخبرتك في الأحلام ولا تنخدع بما يروج له الغرب فانه مميت كسم العقرب , ويجعلون ابناء العرب ينسون الأصالة وتنعدم فيهم النخوة والبسالة , وبدل الفكر السليم يمتلأ رأسهم بالزبالة
.شبكة المدونون العرب –