رقية أشمال: رئيسة منظمة فتيات الانبعاث
لقطة ودرس لمن يجهل بعضا من تاريخ المغرب ! 20 غشت ؛ تشكل أعلى معدلات الوطنية في صور التحام الملك والشعب حول الوطن أولا ! تمر السنوات وتبقى ذكرى ثورة الملك والشعب؛ درسا تاريخيا استثنائيا في الوفاء المشترك بين ملك وشعب حول الوطن ! حين يختار ملك البلاد قرار النفي خارج وطنه على قرار التواطؤ مع المستعمر ضد شعبه وحين يقرر الشعب المغربي التشبث بملكه رغم تعسفات المستعمر بالقتل والتعذيب والاعتقال! بعد إعلان نبأ تنحية سلطان المغرب الشرعي محمد الخامس بن يوسف وتنصيب محمد بن عرفة كسلطان مزيف، انتفض الشعب المغربي ضد الإجراء واستنكروا تجرؤ الفرنسيين على المس بكرامتهم والنيل من رمز سيادتهم. لذلك اندلعت أحداث مؤلمة وفي بعض الأحيان عفوية ضد الفرنسيين. كما شنت إضرابات عديدة شلت مختلف القطاعات الحيوية لاقتصاد البلاد. ونظمت عمليات للمقاومة أدت إلى استشهاد العديد من الوطنيين أثناء مقاومتهم للاستعمار، أمثال علال بن عبد الله والزرقطوني. ولهذا السبب أطلق على حركات المقاومة هذه اسم “ثورة الملك والشعب”. وقد قررت سلطات الحماية إطلاق حملة من الاعتقالات في صفوف الوطنيين منذ 10 أغسطس 1952، ونفي رمز الأمة المغربية الملك محمد الخامس، وولي العهد آنذاك الأمير مولاي الحسن وصنوه الأمير مولاي عبد الله وكافة أفراد العائلة الملكية خارج الوطن يوم 20 أغسطس 1953. إن المحاولات التي قامت بها فرنسا للوصول إلى تنحية السلطان سيدي محمد بن يوسف قد انتهت بالفشل. لقد قامت سلطات الحماية بمباشرة المفاوضات منذ فبراير 1955 مع المغفور له السلطان محمد بن يوسف وصلت إلى حد تهديده حتى على أرض المنفى، فقد اقترح عليه المتفاوضون، بمن فيهم طبيبه الخاص الدكتور ديبوا روكبير، الخيار بين أمرين أحلاهما مر: إما التنازل عن العرش والعودة إلى أرض الوطن للعيش بسلام وفي حماية الفرنسيين، أو تشديد الخناق عليه في المنفى في حالة الرفض. وكان جواب جلالة المغفور له محمد بن يوسف هو الرفض المطلق للمقترحات المفترضة. وبموازاة أنشطة الحركة الوطنية، اندلعت أعمال المقاومة المسلحة المنظمة على شكل تأسيس جيش التحرير في 1 أكتوبر 1955 في مناطق أكنول وإيموزار مرموشة وفي تطوان حيث وجد مقر القيادة العامة ومركز تكوين الضباط. وقد تم تأسيس جيش التحرير من قبل لجنة تحرير المغرب العربي بالقاهرة من أجل تنظيم حركة المقاومة المغربية وجبهة التحرير الجزائرية. كان لنفي جلالة السلطان سيدي محمد بن يوسف . شرارة انتشار المظاهرات التي قام بها الشعب المغربي ضد المحتل، وبتأطير من #حزب_الاستقلال،التي أخذت تؤرق أكثر مما كان في السابق سلطات الحماية. فقد اندلعت انتفاضات قوية في مناطق متعددة من المغرب. وكانت أقوى انتفاضة هي تلك التي حدثت في وجدة يوم 16 أغسطس 1953، بتنظيم مناضلين من #حزب_الاستقلال. وقد طال الساحة السياسية المغربية نوع من الشلل والاضطراب الناتجين عن أجواء الاستياء العارم. وقد قام الشعب المغربي بعرقلة إقامة حفل عيد الأضحى ضدا على إمامة السلطان الدمية لصلاة العيد ونحر الأضحية. إذ ظهر خلال المناسبة أن ابن عرفة غير مؤهل أن يكون سلطانا للمغاربة، لسبب بسيط هو أنه لا يتوفر على السلطة الشرعية التي كانت مجتمعة في شخصية المغفور له محمد بن يوسف ملك البلاد أنذاك. لقد أحدثت إذن تنحية سيدي محمد بن يوسف انطلاق نوع جديد من المقاومة المغربية أعطى شكلا جديدا من الوفاء والارتباط بالسلطان الشرعي للمغرب. وقد شكلت رؤية صورة السلطان محمد بن يوسف /محمد الخامس ؛ بالقمر إحدى مؤشرات الارتباط الوجداني المنفرد من الشعب المغربي نحو ملكه الشرعي التي قوت من تشبث المغاربة بسلطانهم الشرعي. وانتشار الفكرة في كافة المناطق البعيدة عن المملكة المغربية إلى ترسيخ شرعية سيدي محمد بن يوسف ملكا للمغرب … مؤشرا دالا على محبة صادقة من شعب نحو ملك اختار الوفاء له وللوطن بعيدا عن مصالحه الخاصة ! ولذلك تبقى 20 غشت في تاريخ المغرب أعلى معدلات الوطنية الصادقة ، والوفاء للوطن أولا
تعليقات الزوار