عصي على الفهم مايجري بالمغرب من سجال فكري حول العديد من القضايا التي يعتبرها البعض تيمات جديدة لم يكن في السابق لها الحظ للتداول . وقد يكون الانفتاح على المواقع الاجتماعية من طرف فئة عريضة من المجتمع دور هام في توسيع النقاش الدائر حول هذه القضايا ولو انه هناك تحفظ حول طبيعة هذا النقاش من طرف الفاعلين الثقافيين والسياسيين باعتباره سطحي قد يؤدي فقط الى تطاحنات وتقسيم المجتمع دون الخوض في صلب الانشغالات الأساسية المرتبطة بازمات التشغيل والتعليم والقدرة الشرائية والسياسة العامة للبلاد بما فيها كذلك عجز الدولة لحل المعضلات الكبرى المكرسة للتهميش والطبقية والإغتناء على حساب الشعب . ماتم تداوله خلال الأيام القليلة السابقة عبر المواقع الإجتماعية من كتابات وفيديوهات والتي تناولت العديد من المواضيع المرتبطة أساسا بالجانب الأمني ،حيث يسمح المواطنون لأنفسهم تطبيق الفانون بدل اللجوء للمؤسسات القضائية ،يقرعون بذلك جرس انذار من خلاله نقف على هشاشة المساطر القضائية غير الصارمة .هذا الأسبوع تتبعنا الحكم الصادر في حق من اعتدوا على مثلي فاس بالحبس أربعة أشهر وقبله فتاتي انزگان ، مثل هذه القضايا ، تفتح الباب على مصراعيه حول إشكالية التعايش داخل وطن يحوي الجميع والآليات الكفيلة لتفادي الصراعات الفردية بمجتمع له ظوابط تحكمه وإطارات قانونية تكفل حق الفرد في العيش بكرامة وحرية .لعل أهم نقطة يجب الفصل فيها ترتبط بمشروع تأهيل الفرد ليتعايش مع واقعه المغربي دون تعصب لأفكاره وميولاته سواء السياسية أو الدينية او الطائفية . هذا التأهيل قد لا يأتي بغثة بقدر ما نحن بحاجة الى تأثيت المجتمع بقيم تتماشى والتحولات المفروضة بسلطة الانفتاح الداخلي والخارجي ولعل هذا هو لب دور المؤسسات الحزبية والمجتمع المدني التي زاغت عن مسارها الحقيقي وانزوت للتفكير العقيم في الحيل الدنيئة لكسب رهان الإنتخابات كمحطة وحيدة لفتح دكاكينها .مسؤولية مابلغناه من مجتمع متفكك مهلهل يتحمل اوزاره الجميع أحزاب وجمعيات ودولة وعلى الجميع الانتفاض لسن لغة جديدة وجدية تتلاءم و الهوية وخصوصياتها تحت شعار التعايش من أجل الوطن
مدير موقع أصوات مهاجرة
http://www.voixdailleurs.com/