بوسعي، الآن، حين أصعد
أن أكذب كذبا أبيض
أخبرهم ..
أن كل شئ على ما يرام
الميدان الكبير قد تسمى، فخرا، ب”الشهداء”
صورهم الملونة الزاهية تزدان بها الساحات
والشوارع المضاءة المنسقة تتوشم بأسمائهم المذهبة
بما فيهم المجهولون،
صارت تخلدهم
كتب التاريخ،
التربية الوطنية،
جداريات منحوتة،
تماثيل جرانيتية،
ومتاحف.
بوسعي ، الآن، حين أصعد
أن أكذب كذبا أبيض
أخبرهم ..
أن العامة يحلفون بدمائهم الزكية
بمناسبة، و غير مناسبة
يحلفون ليل نهار
تبركا وقداسة.
وأن الصبية يقلدون بطولاتهم الخالدة
في لهوهم اليومي.
وحين يجادل أحدهم..
يشكك فيما أدعي
يماري طويلا
سأفحمه
أمنحه شارة نصر وهمي،
سقطت سهوا،من صدر جنرال فاشي
معتوه
سقطت وهو يهذي منتشيا بفلاشات الكاميرات،
وجوقة تصفق له
تهتف بحياة الفرعون
“قاهر الهكسوس”.
ثم أريه صحيفة تحتفي ب”الورد اللي فتح في جناين مصر”
وحين يقول :قديمة!
سأبلغه أن هذا ما لدي
ولا فرق.
وإن جادل غيره،
وغيره،
وغيره
ربما تنهار أكاذيبي الصغيرة
وأقول: لا عليكم
لنمحي الذاكرة المزعجة تلك
فبذوركم جيدة
والأرض، بكل تأكيد، هي البور
لتفخروا بما فعلتم يا رفاق
بصرف النظر عن النتائج.
سأدعوهم لاحتساء الشراب فورا
أداعب المتدينين منهم
الذين يخشون حرمة الكؤوس
رغم أنها مباحة هنا
سأدعوهم جميعا
لنراقص الحوريات/الأحرار
ابتهاجا بحياتنا الجديدة
نسميها إن شئنا
“ميدان التحرير”
أو الفردوس
سيان يا رفاق
سيان
سأقول لهم لا تشغلوا بالكم
بتاريخ قديم عن القهر
وتراث العبيد
لنُسقط من قاموسنا الجديد
مفردات لا تليق بثوريتنا/
أدميتنا المسحوقة سلفا
لنُسقط للأبد
“الخوف”،
“اليأس”،
“السجن”
“الجبن”
“القناصة”،
“الأنذال”
“المتلونين”
“الساديين”،
“سماسرة الوطن ..الدين”.
وكلما تلعب الخمر برؤوسنا
لنغني بكل ثقة، منتشين..
“المجد للثورة.. المجد لنا.. المجد لميدان التحرير”
8 أغسطس 2015