الرباط :زينب الدليمي
دعا محمد عبد النباوي الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية العلماء للتدخل لتوجيه صناع المحتوى في مواقع التواصل الإجتماعي للكف عن نشر التفاهة .
وقال النباوي في لقاء تواصلي نظمه المجلس العلمي الأعلى أول أمس الأحد بالرباط حول خطة “تسديد التبليغ” أن مواقع التواصل باتت مليئة بالمنكرات ونشر الفواحش والمس بالمقدسات والزور والبهتان ، ويستعصي على الدولة أن تطهر هذا المشهد الرقمي بالقانون وحده ، لأن الدول لا تتحكم في البرمجيات التي تنشر هذه المفاسد ،مشددا على توجيه صناع المحتوى للتحلي بالأخلاق والتوقف عن المس بالأعراض والمس بأمن الناس و التوعية بعدم التشجيع على متابعة المواقع الهدامة والتوقف ، عن متابعة التفاهة .
ونبه نفس المصدر إلى ضرورة تقوية الإيمان ، والوازع الخلقي مما يساعد على تقويم السلوك العام في المجتمع عن طريق شيوع الأخلاق الفاضلة ، حيث يصبح الوازع الاخلاقي موجها لسلوك الناس نحو الخير، فيصبح للأخلاق دور في إقامة العدل بين الناس حيث يحول الخلق الطيب دون الاعتداء على حقوق الغير، ويمنعه من شهادة الزور ومن ادعاء الكذب وقول البهتان .
وفي نفس السياق كشف بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في مداخلته أن هناك علاقة تلازمية بين الأمن والتنمية وأن الجمع بين هذين الشرطين يستدعي مرتكزا ثالثا وهو الوازع الأخلاقي والديني ،فعدد من الدراسات أظهرت بأن التدين غالبا ما يكون له تأثير، ولو بنسب متفاوتة على الجريمة والسلوك، خصوصا عندما يكون الالتزام الديني نشطا ومنتظما.
وكشف سبيك، أن مصالح الأمن الوطني سجلت خلال شهر رمضان المنصرم ما يقدر بـ 46 ألف و434 قضية زجرية وهو معدل شهري منخفض ، مقارنة مع باقي فترات السنة
مضيفا أنه بلغة الأرقام توضح المقارنة المنجزة بين شهر رمضان وشهر فبراير من سنة 2024 وهو الشهر الذي سبقه، بأن عدد القضايا تراجع بأكثر من 28 بالمائة وهمّ جميع الجرائم، بما فيها القتل العمد “ناقص 50 بالمائة” والاغتصاب “ناقص 31 بالمائة“ والسرقات بالخطف “ناقص 37 بالمائة “ ، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ فقط في قضايا استهلاك الشيشة في حدود 37 بالمائة والتسول الاعتيادي بزائد 5 بالمائة واستهلاك وترويج المخدرات بنسبة مئوية ناهزت 17 بالمائة .
وأكد سبيك أنه تم إجراء مقارنة ثانية مع شهر ماي 2024، وأكدت بدورها بأن المظهر العام للجريمة ، كان أقل بكثير في شهر رمضان المبارك في حدود ناقص 32 بالمائة وقد هم هذا الانخفاض جميع الجرائم المقرونة بالعنف، بحيث تم تسجيل ناقص 42 بالمائة في السرقات بالعنف، وناقص 44 بالمائة في جرائم القتل العمد، وناقص 38 بالمائة في جرائم الاغتصاب ، متابعا أن القراءة المتأنية لهذه المقارنات الإحصائية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ، بأن شهر رمضان يعرف انخفاضا واضحا في مؤشرات الإجرام رغم أن المخيال الشعبي للمغاربة يتعامل بنوع من التهويل ، مع قضايا الجريمة في شهر رمضان، تحت مسمى”الترمضينة ” ، إلا أن ذلك يرجع بالأساس إلى طبيعتها الشاذة وغير المقبولة في هذا الشهر الكريم وليس بسبب تفاقمها أو انتشارها كما قد يعتقد البعض