ريتاج بريس
رفع الستار عن الدورة السابعة عشر لمهرجان “أنديفيلم”، الذي أقيم من 4 إلى 7 دجنبر 2024 تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. هذا المهرجان، الذي يخصص للسينما الدامجة، جمع جمهورًا شغوفًا، ضم على وجه الخصوص فنانين من المناطق المتضررة من الزلزال، مثل أصحاب النزل للسياحة الايكولوجية. هؤلاء وجدوا في هذا المهرجان منصة لعرض مشاريعهم والدفاع عن مستقبل أكثر دمجا.
من خلال العروض السينمائية، والنقاشات، والورشات، كانت الفرصة سانحة للتفكير في حلول مبتكرة للسياحة التضامنية والمستدامة والدامجة، مع تسليط الضوء على الدور الحيوي للسياحة الايكولوجية في إعادة إحياء السياحة المسؤولة في المناطق المتضررة من زلزال الحوز.
جوائز وتوصيات تعكس تنوع السينما
قبل الإعلان عن الجوائز، قام السيد أحمد آيت إبراهيم بطرح مجموعة من التوصيات باسم لجنة التحكيم لجعل السينما أكثر وصولًا. تتمثل هذه التوصيات خصوصًا في:
التوصيات
لإضفاء المزيد من الشمولية على مهرجان الفيلم الهادف، يُوصى بتوفير وصف صوتي للأفلام المختارة لتمكين الأشخاص المكفوفين من متابعة المشاهد الصامتة دون فقدان تسلسل الأحداث، مع إضافة ترجمة نصية للأفلام لفائدة الأشخاص الصم وضعاف السمع، وتوفير نافذة للغة الإشارة للأشخاص الصم غير القادرين على القراءة. يُقترح أيضًا استخدام حلقات تحفيز مغناطيسي لمساعدة مستخدمي الأجهزة السمعية على متابعة الأنشطة دون تشويش. ولضمان استفادة أكبر، يُوصى بإتاحة برنامج المهرجان وملخصات الأفلام بطريقة برايل أو برايل المختصر، إلى جانب صيغة سهلة القراءة والفهم (FALC) للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية. وأضاف السيد لوك بولاند، عضو لجنة التحكيم وهو أيضا مدير لمهرجان يشتغل على تيمة السينما الدامجة ببروكسيل، أن كلفة تطبيق هذه التوصيات تقتضي ميزانية مهمة، وناشد بالرفع من الدعم المالي الموجه للمهرجان.
توصية موجهة إلى الجهات الحكومية
صادق المغرب على معاهدة مراكش (الصادرة بظهير منشور في الجريدة الرسمية عدد 5 بتاريخ 2 يونيو 2020)، التي تهدف إلى تسهيل وصول الأشخاص المكفوفين وذوي صعوبات قراءة النصوص المطبوعة إلى الأعمال المنشورة، مع اعتماد استثناء وطني على حقوق المؤلف. لذلك، يُوصى بأن تعمل الجهات الحكومية المعنية على مواءمة التشريعات الوطنية، ولا سيما القانون رقم 2.00 المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
تم منح جائزة أفضل فيلم وثائقي للفيلم السويسري “السير اقتفاء لخطواتك”، الذي يعكس تمامًا قيم الشمولية والمرونة. كما تم منح الجائزة الكبرى لفيلم “نجار” من إيران، تكريمًا لالتزام السينما الإيرانية.
كما كان للسينما المغربية حضور قوي من خلال فيلم “أنين صامت” للمخرجة مريم جبورالذي أحرز على جائزة أحسن رسالة اذكاء الوعي حول الاعاقة، والذي قدم أداءً رائعًا من الممثل الموهوب محمد خويي. وقرر أعضاء لجنة التحكيم منح تنويه خاص لفيلم “قصة فريق” للمخرج حمزة أحرار تشجيعًا له.
المسابقة الخاصة بالشباب: أضافت “المسابقة الخاصة بالشباب “ بُعدًا فريدًا ولافتًا، حيث سلطت الضوء على الدور المركزي للشباب كمحركات للسينما الدامجة في المستقبل. تم منح الجوائز الثلاثة من قبل لجنة التحكيم لطلاب من مختلف مناطق المغرب: من ثانوية بدار الكداري، من منطقة ريفية مغربية تعاني من الفقر والعزلة الثقافية، ومن مؤسسات في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء ومدينة سلا. تعكس هذه الجوائز الموهبة والإبداع لدى الشباب المغربي، الذين يمثلون من خلال التزامهم سينما تحمل قيم الشمولية والتحول الاجتماعي.
إطلاق مشروع “مراكش إكسبريس”: تميز حفل الختام بالإعلان عن مشروع “مراكش إكسبريس”، الذي يحمل توقيع دييغو كوسوطو من جمعية “السينما والإدماج والمشاركة” الإيطالية. هذا المشروع التضامني باستخدام الدراجة، والذي سيقام من مارس إلى ماي 2025، سيربط جبال الألب بالأطلس، مدمجًا بين الرياضة والشمولية والسياحة المستدامة. يجسد هذا المشروع قيم الأمل والمرونة التي ميزت هذه الدورة من المهرجان.
الهدف هو دعم تطوير السياحة الايكولوجية الدامجة والمساهمة في إعادة بناء مخيم “توبقال وريغان” البيئي الدامج، الذي يهدف إلى إحياء هذه المنطقة التي تأثرت بشدة من الزلزال. يُظهر هذا المشروع أن مستقبل المناطق المتضررة من الكوارث يعتمد على المبادرات المبتكرة والجماعية، حيث يتلاقى البيئة والمجتمعات المحلية والسياحة المستدامة لخلق مستقبل أفضل للجميع.