محمد الدريهم
احتضنت كلية الطب والصيدلة بجامعة ابن زهر بأكادير يوم الأربعاء 27 نونبر 2024 حفل الافتتاح الرسمي للندوة الدولية التاسعة حول ”الطيور المائية والمناطق الرطبة في البحر الأبيض المتوسط“، والتي عرفت نجاحا كبيرا برئاسة وزير التعليم العالي عز الدين الميداوي الذي كان مرفوقا بوالي جهة سوس ماسة سعيد أمزازي ورئيس الجهة كريم أشنجلي ورئيس جامعة ابن زهر عبد العزيز بندو وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية.
وقد جمع هذا اللقاء العلمي الذي نظمته مجموعة البحث لحماية الطيور في المغرب (GREPOM/Bird Life Maroc) ومختلف شركائها من القطاع الخاص والمؤسسات في الفترة من 27 إلى 29 نوفمبر2024، أكثر من 150 مشاركًا من أربعة بلدان متوسطية: المغرب وفرنسا وهولندا وتونس. و تونس.
في كلمته الافتتاحية، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، على الأهمية الكبرى للبحث العلمي في معالجة القضايا البيئية الملحة، ولا سيما التحديات المرتبطة بالبيئة والتنوع البيولوجي. وأشار إلى أن القضايا التي تناولتها الندوة، مثل الطيور المائية والأراضي الرطبة، تتطلب المزيد من البحث العلمي لتوفير حلول مبتكرة ومستدامة.
ومن هذا المنطلق، أكد الميداوي على أن الجامعة، باعتبارها مكانًا للإبداع والابتكار، تظل ملتزمة بما يهم البحث العلمي الذي يستجيب لتطلعات المجتمع ويساعد على إيجاد إجابات لتحديات العصر.
من جانبه، هنأ الوالي سعيد أمزازي منظمة GREPOM على مثابرتها كمنظمة بنت نفسها على مر السنين، وتمكنت من تأطير عدد من الأساتذة الباحثين وطلبة الدكتوراه، ولديها مخرجات عالية جدا جدا، ورفعت من مكانة المغرب من خلال إنشاء شبكة دولية.
وأضاف: ”لقد أصبح المغرب اليوم مختبرًا كبيرا لجميع الباحثين الدوليين الذين يأتون إلى هنا بسبب الاهتمام بالمناطق الرطبة“، وتابع: ”المغرب اليوم لديه ثروة من المواقع الاستثنائية، مؤكدًا أن المياه والغابات ومختلف الإدارات الوزارية تقوم بعمل رائع لحمايتها والحفاظ عليها.
من جهتها، أكدت رئيسة منظمة GREPOM/بيرد لايف المغرب، رحيمو الحمومي، في تصريح للجريدة أن هذا ; اليوم الأول للندوة الدولية حول الطيور المائية والأراضي الرطبة، والتي تهدف إلى أن تكون منبراً للباحثين وطلبة الدكتوراه والمدراء وحتى الفاعلين في المجتمع المدني لمناقشة قضية الأراضي الرطبة وتنوعها البيولوجي، خاصة في هذه الظروف الصعبة ومع الضغط المتزايد باستمرار على هذه النظم الإيكولوجية الهشة للغاية، من تدهور الموائل وتغير المناخ والأنشطة البشرية.
وأضافت أن كل هذه العوامل لها تأثير على هذه النظم البيئية، ومن أجل إدارتها والحفاظ عليها، يجب أن تستند جميع المبادئ التوجيهية والخطط التي يجب أن ترتكزعلى العلم. بالنسبة لها، فإن الهدف من هذا اللقاء هو معرفة ما يحدث، وما هو جديد، وتشجيع طلاب الدكتوراه الشباب على المضي قدمًا واختيار هذا الموضوع لأبحاثهم المستقبلية.
كما شددت رحيمو الحمومي على أن هذا اللقاء كان أيضًا فرصة لتسليط الضوء على الأسباب الرئيسية لتدهور الأراضي الرطبة، مثل التوسع الحضري والاستغلال المفرط للموارد المائية وتداعيات تغير المناخ.
وأعربت عن أسفها لأن هذا الوضع يشكل تهديدًا مقلقًا للطيور المائية والنظم الإيكولوجية والمجتمعات البشرية، مشيرة إلى أن التحديات التي تواجه الأراضي الرطبة وتنوعها البيولوجي تتطلب استجابات منسقة مدعومة بسياسات عامة.
كما تجدر الإشارة إلى أن حفل افتتاح الندوة، الذي تميز بالكلمات الافتتاحية لكل من رئيسة مجموعة البحث المنظمة والوزير ووالي جهة سوس ماسة، أعقبته محاضرات ألقاها كل من البروفيسور محمد الدكي، الذي تحدث عن ”مستقبل الأراضي الرطبة في شمال إفريقيا: آمال الحفاظ عليها و التي حطمها الاحتباس الحراري“، والبروفيسور محمد الغميزي، الذي تناول ”مستقبل الأراضي الرطبة في البحر الأبيض المتوسط: تأثير تغير المناخ على الحفاظ عليها“،وأخيراً، قدمت السيدة لورا داني عرضاً عن شبكة طيور البحر الأبيض المتوسط المائية: التعداد، وقابلية التأثر وتدابير الحماية للمجموعات المهاجرة.
ويتضمن برنامج هذا الحدث، الذي ينظم بالتعاون مع المعهد العلمي بالرباط، وكلية العلوم بأكادير، والوكالة الوطنية للمياه والغابات، وولاية سوس ماسة، والمجلس الجهوي لسوس ماسة، والمجلس الانتخابي لأكادير، من بين شركاء آخرين، ست محاضرات عامة موضوعاتية تتناول المشاكل المحددة للأراضي الرطبة في البحر الأبيض المتوسط، ولا سيما إدارتها والحفاظ عليها في مواجهة التغير البيئي; ، بالإضافة إلى جلسات مواضيعية تعرض أعمال البحث في شكل بلاغات شفوية وملصقات تقدم لمحة عامة عن آخر التطورات العلمية في هذا المجال.
كما أقيم على هامش المؤتمر معرض ، بهدف عرض دروس تعليمية و دلائل للتعرف على الطيور المائية وملصقات عن ثروة الطيور في الأراضي الرطبة في المغرب.
وقد تم إطلاق أيام ”الطيور المائية والأراضي الرطبة“ في عام 1992 من قبل المعهد العلمي وإدارة المياه والغابات ومجموعة ”غرادو“ (GREPOM)، وذلك في أعقاب توصيات مؤتمر غرادو (1990)، لمعالجة تدهور الأراضي الرطبة حول البحر الأبيض المتوسط. والآن في عامها الخامس، وبمشاركة واسعة من البلدان المجاورة، اتخذت هذه الأيام أبعاد اجتماع متوسطي لتبادل الآراء حول الأراضي الرطبة