بقلم : بوشعيب حمراوي
بات واضحا أن مخطط الوهم الممول من أموال الغاز والنفط الجزائري. والذي يهدف أساسا إلى زعزعة أمن واستقرار المملكة المغربية، ومحاولة عزلها دوليا، وشل نهضتها، ماض إلى الزوال . بل إنه أفضى إلى نتائج عكسية. جعلت أصحاب المخطط عرضة للسخرية، وقبلة للاستغلال المفرط لأموال وثروات شعب هو في أمس الحاجة إليها. ومحطة اهتمام من طرف دول تبحث عن التموقع العسكري والاقتصادي بالمغرب الكبير و إفريقيا. مخطط أبرز مما لا يدع مجالا للشك أن رحم الجزائر لا يحمل (مشروع دولة وهمية) فقط، بل إن (حملها) أصلا (حملا كاذبا). توهمه نظامها. ولا وجود لأي جنين أصلا داخل رحمها. وأن هذا النظام المريض ب(المغرب). عاش ينتظر.(يتوحم) ويرتكب كل حماقات (الحمل) في انتظار مولود سراب.
ولعل ما جرى وسار خلال اجتماع اللجنة الخاصة (ال24) التابعة لهيئة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بمدينة نيويورك. يؤكد أن موعد إعلان انتهاء الملف المفبرك للصحراء المغربية قريب جدا. وأنه لا شك سيكون نهاية مأساة الشعب الجزائري وحصوله على الاستقلال الحقيقي.
لن نقف هنا عند بيان مجلس التعاون الخليجي، الذي أجمعت فيه الدول الستة على مغربية الصحراء، وعلى استعدادها لدعم أمن واستقراره وحماية وحدته الترابية. ولن نقف عند تأكيد هذه المنظمة الاقتصادية والسياسية والعسكرية على أهمية الشراكة الإستراتيجية التي تجمع مجلس التعاون الخليجي مع المملكة المغربية. وتنفيذ خطة العمل المشتركة. لأن هذه الدول الشقيقة ما فتئت تعطي الإشارات القوية لمن يحاولون استمالتها لدعم الوهم والسراب. أنها مع المغرب وأن علاقاتها المتينة مع المغرب لا يمكن أن تخضع للمساومات.
بل يجب التدقيق في مداخلات المعارضين لوحدة المغرب الترابية. وفي مقدمتهم دولة إيران التي سقطت في شخص ممثلها داخل لجنة (ال24). عندما نطق بلساين متعارضين. لسان يدعم المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة ومبعوثها في ملف الصحراء المغربية. علما أن هذه الأخيرة أكدت غير ما مرة بمصداقية وشرعية مقترح الحكم الذاتي المغربي. ولسان ينطق عن نظام الجزائر الذي يتحدث دولة وهمية يسعى النظام الجزائري إلى فرضها فوق التراب المغربي. ويدعو الأطراف المعنية للانخراط الجاد في المفاوضات الجارية تحث إشراف المبعوث الأممي. علما أن إيران تعلم جيدا أن الطرف الثاني والأساسي في المفاوضات هي الجزائر. والتي يرفض نظامها المشاركة. بل إنه يدعي أنه ليس طرفا. علما أنه يحتضن من يدعون الانتساب لجبهة الوهم. ويدعمهم بالمال والسلاح. كما أنه لا يتردد في تبذير أموال وثروات الجزائريين من أجل شراء ذمم أنظمة دول وهيئات فاسدة.
بقي فقط أن تبادر (لجنة ال24) إلى تحرير التقارير ووضع النتائج، ورفعها بكل مصداقية إلى هيئة الأمم المتحدة من أجل الإسراع بإنصاف المملكة المغربية. وهنا لابد من الإشارة إلى هذه اللجنة الخاصة التي شكلت سنة 1961، لديها مكتب مكون من رئيسة وثلاثة نواب. ومقرر اسمه بسام الصباغ سوري سوري الأصل والجنسية. مهمة المقرر تفرض علينا نحن المغاربة أن نعود إلى الأسماء التي شغلتها. ونطرح سؤالا عريضا. لماذا ظلت مهمة مقرر محصورة في شخصيات سورية منذ سنة 1976 ؟. أي سنة واحدة بعد استرجاع أقاليمنا الصحراوي باعتماد ملحمة المسيرة الخضراء. وطبعا فسؤالنا مشروع مادام دولة سوريا لا تتخذ الحياد في ملف وحدتنا الترابية. بل إنها تدعم أطروحة الجزائر.
بات جليا أن مقترح الحكم الذاتي المغربي، أصبح مطلبا دوليا، بعد أن أذاب بجديته و واقعيته جليد المقترحات الوهمية التي تفرزها جبهة البوليساريو ومن خلفها النظام الجزائري. مقترح الحكم الذاتي فوق تراب الأراضي الصحراوية المغربية. الذي قبله المغاربة على مضض، أملا في إنهاء مهزلة ما يسمى بالبوليساريو. بات الخيار الوحيد للم شمل المغاربة وإنهاء معاناة ومأساة الأسر الصحراوية المفككة. وطرد قطاع الطرق والعصابات المرتزقة التي اغتنت من المساعدات المالية والغذائية الموجهة للمغاربة الصحراويين المحتجزين. خيار ما بعده أي اختيار آخر. ولو أن الكل يعلم، أن الصحراويين الأحرار، لن يقبلوا بنظام حكم يعزلهم ويصنفهم عن باقي أشقائهم المغاربة. حتى ولو كان الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. كل المغاربة مع مطلب الجهوية الموسعة، ومع اللامركزية.. وكلهم ماضون من أجل تحقيقها بعقول وأيادي مغربية خالصة. لكن المغاربة لن يقبلوا بالفئوية والتصنيف. وإن زكوا مقترح الحكم الذاتي، فإنهم يعتبرونه أبغض الحلال.
الأكيد أنه بمجرد إنهاء الصراع المفبرك. وعودة الصحراويين إلى وطنهم المغرب، سيمزقون وثائق الحكم الذاتي، وسيطالبون بهويتهم المغربية الكاملة والصرفة. سيلتفون حول عرش المملكة المجيد. ويعيدون رص بنيانهم التاريخي والتراثي والإنساني. لأنهم يدركون، والأهم من كل هذا يؤمنون بمغربيتهم. وأحقيتهم بامتلاك كل ما يجسد ويرسخ لوطنيتهم الحقة.
إنها النهاية الحتمية لملف عمر طويلا، والملاذ الأخير الآمن للصحراويين المغاربة. الملاذ الذي يقلق راحة ونوم البوليساريو والجزائر ومعها كل خصوم الوطن. ويقض مضاجعه، ويجعلهم يصرون على إبقاء ملف الصحراء المغربية عالقا. باعتبار أنه وضع يمكن عصابة البوليساريو من الاستمرار في الاغتناء ، ويمكن قادة الجزائر من شغل الشعب والتلاعب بثرواته. هم يدركون حق الإدراك أنهم يحتجزون بالقوة ما يسمونه بالشعب الصحراوي. والذين هم صحراويون مغاربة أرغموا على العيش داخل الأكواخ والخيام. بعد أن امتدت الأيادي الآثمة إلى أسرهم. وقامت باختطاف أطفالهم ونقلهم إلى دول أخرى. لتجنيدهم وترسيخ مفاهيم فاسدة و خاطئة في عقولهم. كما احتفظت بأسر أخرى من أجل ابتزاز أرباب تلك الأسر العاملين بالمهجر. وإرغامهم على إرسال الإتاوات والتسويق لأطروحتهم المرفوضة.
هم يدركون أكثر أن الإفراج عن تلك الأسر، يعني نهاية خرافة (البوليساريو). وأن تلك الأسر لن تكتفي بالتنكر لقادة الجبن والعار وصنيعتها الجزائر. ولكنها ستكشف بالأدلة والقرائن فضائح ومهازل الكيان الوهمي وجرائمه المتعددة.
نحن نعلم و أنظمة العالم كلها تعلم أنه لا بديل عن مقترح الحكم الذاتي للتخلص من فيروس (البوليساريو). وتنقية تلك المناطق التي باتت بؤرا للعصابات والإرهابيين. كما أن الدول التي تعبر عن رفضها للمقترح المغربي. هي دول تحكمها أنظمة، إما معادية للمغرب أو رافضة لمخططاته التنموية وانفتاحه المتعدد إفريقيا وأوربيا وأمريكيا.. أو مدمنة على النفط والغاز الذي تجود به الجزائر و(ليبيا سابقا). دول مهمتها عرقلة مسار التسوية الشرعية، و (وضع العصا وسط العجلة). وانتظار التعليمات عن بعد من أولياء نعمها.
الحقيقة المرة التي ينبغي للمغاربة وغيرهم معرفتها. أن لا دولة في العالم تقبل بأن يهنأ المغرب بصحرائه. ويباشر التنمية والاستثمار في برها وبحرها وجوها. وخصوصا نظام الجزائر (الجار.. الجائر). الذي لا يتردد في تجويع شعبه وتبذير ثرواته في سبيل تسليح البوليساريو واحتضانه، وحمل شعار (الغاز والنفط بالمجان مقابل العداء للمغرب )، في محاولات يائسة لكسب الدعم العالمي.
كما أنه لا دولة في العالم، تريد إحداث دولة جديدة لا أصل ولا فصل لها. بقيادات لقيطة وشعب مختطف. وأول الرافضين طبعا النظام الجزائري. الذي يسعى إلى استغلال ثروات الصحراء المغربية. كما سبق واقتص من التراب المغربي، منطقتي تندوف والشارة. بعدما علم بمناجم الحديد المتواجدة في باطنها. وقد سجل التاريخ بأقلام مملوءة بسيول بشرية (دماء ودموع وعرق)، جرائم حرب الرمال المفتعلة. والتي أبرزت بسالة المغاربة وأخلاقهم السامية. وكذا جريمة طرد آلاف المغاربة المقيمين داخل الجزائر. والاستحواذ على ممتلكاتهم. و تشريد آلاف الأسر المغربية والمختلطة (تزاوج وتناسل مغاربة وجزائريين). هي رسالة إذن حتى يكون كل مغربي جنديا و سفيرا لوحدته الترابية. مؤمنا بمقولة وحكمة الإمام الشافعي الذي قال: ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك.