كان يُعتقد أن العملية السرية التي قامت بها القوات الأمريكية في الرقة معقل تنظيم داعش في سوريا فجر يوم الجمعة 13 نوفمبر 2015 لقتل الجهادي جون البريطاني الملثم الذي قطع رأس الرهنيتين البريطانيتين عمليةً “جوية بحتة” أي دون الاستعانة بقوات برية.
ولكن “صحيفة الدايلي ميل البريطانية” أعلنت اليوم الأحد أن الخطة تم تنفيذها من قبل 8 أفراد من القوات الخاصة قاموا باختراق عمق معقل داعش، بمدينة الرقة وكان سلاحهم السري الذي استخدموه لتحديد موقع الجهادي جون عبارة عن طائرة هليكوبتر بدون طيار تزن 1 باوند.
ووفقا للصحيفة فقد بدأت المهمة في مساء يوم 11 نوفمبر عندما حلّقت طائرتا هليكوبتر أمريكيتان من طراز Chinook على ارتفاع منخفض فوق صحراء سوريا في بقعة معزولة.
وتجنّب فريق الجنود كل الطرق، قاطعاً الصحراء بمركبات خفيفة لمسافة 35 ميلاً إلى الجنوب نحو الرقة، وبحلول الـ 3 صباحًا كانوا قد وصولوا إلى نقطة تبعد 5 أميال عن المدينة، بحيث لا يُكتشف أمرهم.
وفي مساء اليوم التالي عندما كان بقية أعضاء الفريق يقومون بالمراقبة قام أحدهم بتجميع 4 مروحيات مصغرة لا يزيد طولها على 3 أقدام، وكل منها مزوّد بكاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء وتتميز بخاصية الرؤية الليلية..حيث كانت المروحيات مبرمجة سلفاً للطيران إلى مخبأ الجهادي جون، والكائن في بناء مكون من 6 طوابق بأحد شوارع الرقة.
وانطلقت أول مروحية باتجاه هدفها، ثم دخلت في وضع “التحليق والبحث”، مسجلة تحركات عناصر داعش المشتبه بهم في مبنى يقع بالقرب من مسجد شاركسة، وكانت المروحية تبث لقطاتها عالية الدقة عبر قمر صناعي إلى مقر القوات الجوية الخاصة في هيريفورد ببريطانيا والقيادة المركزية الأمريكية بالمنطقة العربية.
وفي تمام الساعة 8:30 مساءً، حين بدأت بطارية الطائرة الأولى بالنفاذ، تم استبدالها بطائرة ثانية ولكن تم استبدالها في العاشرة مساءً..وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مصدر بشأن اللحظات الأخيرة من المهمة قوله: “إن قادة عسكريين أميركيين أعادوا برمجة طائرة Reaper بدون طيار مزوّدة بصواريخ من طراز هيلفاير Hellfire.
وفي الساعة 11,45 دقيقة، توقفت سيارة بالقرب من المبنى وركبها الجهادي جون، في تلك اللحظة حددت الطائرة هدفها وأصابت السيارة، فقتل الجهادي جون، وكان الفريق الذي قام بالمهمة في أوج الحماس لكونهم تمكنوا من القضاء عليه”