إعداد مبارك أجروض
يواصل العلم تسليط الضوء على مدى تأثير التغذية على الحالة الصحية، وعلى وجه الخصوص يحاول العلماء التركيز على الالتهاب كعامل أساسي في عملية الشيخوخة. فمع مرور الوقت، يؤثر الالتهاب الذي يسببه النظام الغذائي على أنظمتنا الداخلية، مما يؤدي إلى ضعف أدائها مسبباً العديد من المشاكل الصحية مثل زيادة الوزن، مرض السكر وأمراض القلب.
ومحدثنا هو الدكتور ديفيد سيمان، أستاذ العلوم السريرية في الجامعة الوطنية لعلوم الصحة، واحد من كبار الخبراء في مجال التغذية السريرية للألم والالتهاب. يناقش الالتهاب، ما هي أسباب ذلك، والضرر الذي يلحقه بأجسادنا، والتغييرات الغذائية التي يمكننا القيام بها للحد من التعرض لهذه الأضرار.
يقول سيمان، أن عملية الالتهاب الناتجة من تناول الطعام هي عملية دقيقة للغاية وتتأثر بأبسط التغيرات الغذائية حتى وان لم نُحس بها. على سبيل المثال، تناول حبة واحدة من الدونات يؤدي في الواقع إلى التهاب بدرجة منخفضة، ولكننا فقط لا نشعر بذلك.
والمشكلة في الالتهاب الغذائي أنه عملية تراكمية تتم داخل الجسم مع مرور الوقت ثم من فراغ، يصاب الشخص بعدد من الأمراض المحتملة بدون سابق انذار ويبدأ في التساؤل كيف حدث هذا؟ والاجابة كما يقول دكتور سيمان هي الالتهاب الغذائي والذي يعتبر نوع من السعي خلف المرض ويختلف من شخص لآخر فيما يسميه سيمان مقدار العدوانية في السعي للحصول على هذا المرض أو ملاحقة المرض مع الالتهاب الغذائي.
وتبعاً لدرجة ملاحقة الانسان للمرض وفقاً لنظامه الغذائي تبدأ الأعراض المرضية في الظهور مع مرور الوقت. والالتهاب الغذائي هو نوع من أنواع الالتهابات المزمنة على عكس الالتهابات الحادة التي تظهر مباشرة وبأعراض واضحة مثل الالتهاب الناتج من الإصابة بجرح، ففي هذه الحالة يوجد إصابة فعلية مرئية في أحد انسجة الجسم يمكنك الشعور بها على الفور.
على عكس الالتهاب الغذائي والذي يعتبر أكثر دهاءً فليس له اعراض واضحة او مرئية يمكن الإحساس بها والعمل على علاجها قبل أن تتطور، ولكنه يتسلل ببطء الى الأجهزة الداخلية مسبباً الامراض في نهاية المطاف.
ويعطينا سيمان مثال على الالتهاب المزمن، فعند تناول واحدة من الحلويات المخبوزة يبدأ مستوى السكر في الدم بالارتفاع بعد الأكل مباشرة نتيجة استهلاك الكربوهيدرات المكررة، يعقب ذلك استجابة سريعة من خلايا المناعة بتوليد الجزيئات الحرة والتي تعتبر المسبب الأساسي للشيخوخة والعديد من الأمراض الخطيرة وفقاً لمقدار انتاج الجسم لها على المدى الطويل.
لذلك، يجب الحرص دوماً على الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة الطبيعية ومضادات الأكسدة مع الحرص على تجنب الأطعمة الغير صحية قدر الإمكان